الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> إيليا أبو ماضي >> عصر الشبيبة >>
قصائدإيليا أبو ماضي
- القصيدة التي ألقاها الشاعر في حفلة
- التكريمية التي أقامها له صديقه السيد مالك الدرماني في فندق
- روزقلت بكالفورنيا.
- - - -
- يا ليتما رجع الزمان الأول
- زمن الشباب الضاحك المتهلل
- عهد ترحلت البشاشة إذ مضى
- وأتى الأسى فأقام لا يترّحل
- ولّى الصبا وتبددت أحلامه
- أودى به وبها قضاء حوّل
- حصدت أنامله المنى فتساقطت
- صرعى ، كما حصد السنابل منجل
- فالروح قيثار وهت وتقطعت
- أوتاره، والقلب قفر ممحل
- والشيب يضحك برقه في لّمتي
- هذي الضواحك ، يا فؤادي، أنصل
- أشتاق عصرك، يا شبيبة ، مثلما
- يشتاق للماء النمير الأبل
- إذ كانت الدنيا بعيني هيكلا
- فيه إلاهات الجمال ترتل
- من كلّ حسناء كأنّ حديثها
- السلوى أو الوحي الطهور المزل
- وأنا وصحي لا نفكر في غد
- فكأنّ ليس غد ولا مستقبل
- نلهو ونلعب لا نبالي ضمّنا
- كوخ حقير أم حوانا منزل
- نتوهّم الدنيا لفرط غرورنا
- كملت بنا وبغيرنا لا تكمل
- ونخال أن البدر يطلع في الدجى
- كيما يسامرنا فلا نتململ
- ونظنّ أنّ الروض ينشر عطره
- من أجلنا ، ولنا يغنّي البلبل
- فكأنّما الأزهار سرب كواعب
- وكأنما هو شاعر يتغزّل
- في كلّ منظور نراه ملاحة
- وسعادة في كلّ ما نتخيّل
- لا شيء يزعج في الحياة نفوسنا
- لا طارىء ، لا عارض، لا مشكل
- فكأننا في عالم غير الذي
- تتزاحم الأيدي به والأرجل
- وكأننا رهط الكواكب في الفضا
- مهما جرى في الأرض لا تتزلزل
- ألناس في طلب المعاش وهمّنا
- كأس مشعشة وطرف أكحل
- كم عنّفونا في الهوى واسترسلوا
- لو انهم عزفوا الهوى لم يعذلوا
- ولو انهم ذاقوا كما ذّقنا الرؤى
- شبعت نفوسهم وإن لم يأكلوا
- زعموا تبذّلنا ولم يتبذلوا ،
- إنّ الحقيقة كلّنا متبذّل
- حرموا لذاذات الهيام وفاتنا
- درك الحطام ، فأينا هو أجهل؟
- إني تأملت الأنام فراعني
- كيف الحياة بهم تجدّ وتهزل
- لا يضبطون مع الصّروف قيادهم
- إلا كما ضبط المياه المنخل
- بينا الفتى ملء النواظر والنّهى
- فإذا به رقم خفي مهمل
- يا صاحبي، والعمر ظل زائل ،
- إنّ كنت تأمل فيه أو لا تأمل
- ألذكر أثمن ما اقتنيت وتقتني
- ولحبّ أنفس ما بذلت وتبذل
- قيل اغتنى زيد فليتك مثله
- أنا مثله، إن لم أقل ، أنا أفضل
- ألشمس لي وله ، ولألاء الضحى
- والنّيرات، ومثلما المنسوّل
- أما النّضار فإنه ، يا صاحبي
- عرض يزول وسلعة تنقّل
- ما دمت في صحبي ودام وفاؤهم
- فأنا الغنّي الحقّ لا المتموّل
- أنا لست أعدل بالمناجم واحدا
- وأبيع من عقلوا بما لا يعقل
المزيد...
العصور الأدبيه