الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> إيليا أبو ماضي >> ضرة جلق >>
قصائدإيليا أبو ماضي
- ألقاها في حفلة التكريمية التي أقامتها له الجالية في مونتريال.
- - - -
- لا تقلقي يوم النوى أو فاقلقي
- يا نفس كلّ تجمّع لتفرّق
- أللّه قدّر أن تمسّ يد الأسى
- لأرواحنا كيما ترقّ وترتقي
- أوفى على الشهب الدّجى فتألقت
- لولا اعتكار الليل لم تتألق
- والفحم ليس يضيء إن لم يضطرم
- والّد ليس يضوع إن لم يحرق
- لا أضرب الأمثال مدحا للنوى
- ليت الفراق ويومه لم يخلق
- ما في الوداع سوى تعلثم ألسن
- وذهول أرواح وهمّ مطبق
- عنّفت قلبي حين طال خفوقه
- فأجاب: بل لمني إذا لم أخفق
- أنا طائر قد كان يمرح في الربى
- وعلى ضفاف الجدول المترقرق
- فطوى القضاء مروجه وفضاء
- ليزجّ في قفص الحديد الضيّق
- لا، بل أنا ملك صحوت فلم أجد
- عرشي ، ولا تاجي، ولا إستبرقي
- هانت معاذيري وضاعت حكمتي
- لما سمعت حكاية القلب الشقي
- لوّ تعدل الدنيا لم ينتثر
- شمل نظمناه ولم نتفرّق
- للّه مونتريالكم ذات الحلى
- ومدينة الطود الأشمّ الأبلق
- كم وقفة لي عند شاطىء نهرها
- لا أستقي منه، وروحي تستقي
- متعلما منه التواضع والنّدى
- والصفح عن عبث الجهول الأحمق
- أعطى الحقول حياتها ومضى كأن
- لم يعطها شيئا ولم يتصدّق
- من كان لا يدري فيقظة زرعها
- من فضل هذا الهاجع المستغرق
- ضيّعت عند الواعظين سعادتي
- ووجدتها في واعظ لم ينطق
- ملء المدائن والقرى آلاؤه
- وهباته ، ويعيش عيش المملق
- لولاه لم يخضرّ قاع مجدب
- لولاكم شجر المنى لم يورق
- عرضت محاسنها الحياة عليكم
- فأخذتم بأحبّها والأليق
- أنا منكم في روضة معطارة
- من مونق فيها اللحاظ لونق
- ألعطر يعبق من جميع ورودها
- ما أن مررت بزهرة لم تعبق
- للّه مونتريالكم وجلالها
- هي رومة الصغرى وضرّة جلّق
- رقّت علّي نجومها وتواضعت
- حتى لكدت أحسّها في مفرقي
- فكأنما هي أنتم وكأنما
- أرواحكم من نورها المتدفق
- رجع الشباب إلّي حين هبطتها
- واليوم أخرج من شبابي الريق
- سأطير عنها في غد بحشاشة
- مكلومة ، ويناظر مغرورق
- ويغيب عنّي طودها وقبابها
- وقصورها خلف الفضاء الأزرق
- وتظلّ صورتها تلوح لخاطري
- بعض الرؤى سلوى وإن لم تصدق
المزيد...
العصور الأدبيه