الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> إيليا أبو ماضي >> بنت سورية >>
قصائدإيليا أبو ماضي
- ليس يدري الهم غير المبتلي
- طال جنح اللّيل أو لم يطل
- ما لهذا النّجم مثلي في الثّرى
- طائر النّوم شديد الوجل
- أتراه يتّقي طارئة
- أم به أني غريب المنزل؟
- كلّما طالعت خطبا جللا
- جاءني الدّهر بخطب جلل
- أشتكى اللّيل ولو ودعتّه
- بتّ من همّي بليل أليل
- يا بنات الأفق ما للصّبّ من
- مسعد في النّاس ؛ هل فيكنّ لي؟
- لا عرفتنّ الرّزايا إنّها
- شيّبت رأسي ولم أكتهل
- سهدت سهدي الدّراري إنّما
- شدّ ما بين المعنّى والخلي
- ليت شعري ما الذي أعجبها
- فهي لا تنفكّ ترنو من عل
- أنا لا أغطبها خالدة
- ولقد أحسدها لم تعقل
- كلّما راجعت أحلام الصبى
- قلت يا ليت الصبى لم يزل!..
- أيّها القلب الذي في أضلعي
- إنّما اللّذّة جهلا فاجهل
- تجمل((الرّقة)) في العضب فإن
- كنت تهواها فكن كالمنصل
- هي في الغيد الغواني قوة
- وهي ضعف في الفؤادالرّجل
- لا يغرّ الحسن ذا الحسن فقد
- يصرع البلبل صوت البلبل
- تقتل الشاة ولا ذنب لها
- هي ، لولا ضعفها ، لم تقتل
- إن نكن في الوحش كن الثّرى
- أو تكن في الطّير كن كالأجدل
- أو تكن في النّاس كن أفواهم
- ليست العياء حظّ الوكّل!
- ما لقومي لا وهى حبلهم
- قنعوا من دوهرهم بالوشل
- أنا من أمرهم في شغل
- وهم عن أمرهم في شغل
- كلّما فكرت في حاضرنا
- عافني اليأس عن المستقبل
- نحن في الجهل عبيد للهوى
- ومع العلم عبيد الدّول
- نعشق الشّمس ونخشى حرّها
- ما صعدنا وهي لما تنزل
- قد مشى الغرب على هام السّهى
- ومشينا في الحضيض الأفسل
- سجّل العار علينا معشر
- سجّلوا المرأة بين الهمل
- فهي إمّا سلعة حاملة
- سلعا أو آلة في معمل
- أرسلوا تزرع الأرض خطا
- وتباري كلّ بيت مثل
- تتهاداها الموامي والرّبى
- فهي كالدّينار بين الأنمل
- لا تبالي القيظ يشوي حرّه
- لا، ولا تحذر برد الشّمأل
- ولها في كلّ باب وقفة
- كأمرىء القيس حيال الطلل
- تتّقي قول ((اغربي)) خشيتها
- قوله القائل ((يا هذي ادخلي))
- فهي كالعصفور وافى صاديا
- فرأى الصيّاد عند المنهل
- كامنا ، فانصاع يدنيه الظّما
- ثمّ يقصيه اتّقاء الأجل
- ولكم طافت به آملة
- وانثنت تقطع خيط الأمل
- ولكم مدّت إلى الرفد يدا
- خلقت في مثلها للقبل
- ما بها ؟ لا كان شرا ما بها
- ما لها من أمرها في خبل؟
- سائلوها أو سلوا عن حالها،
- إن جهلتم، كلّ طفل محول
- في سبيل المال أو عشّاقه
- تكدح المرأة كدح الابل
- ما تراها وهي لا حول لها
- تحت عبء فادح كالجبل
- شدّت الأمراس في ساعدها
- من رأى الأمراس حول الجدول؟
- جشّمةها كلّ أمر معضل
- وهي لم تخلق لغير المنزل
- فإذا فارقت الدّار ضحى
- لم تعد إلاّ قبيل الطفل
- ألفت ما عوّدوها مثلما
- تألف الظّبية طعم الحنظل!
- بنت سوريّا التي أبكي بها
- همّة اللّيث وروح الحمل
- ما أطاعوا فيك أحكام النّهى
- لا ولا قول الكتاب المنزل
- قد أضاعوك وما ضيّعتهم
- فإضاعوا كلّ أم مشبل
المزيد...
العصور الأدبيه