الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> إيليا أبو ماضي >> المرأة والمرآة >>
قصائدإيليا أبو ماضي
- أقامت لدى مرآتها تتأمّل
- على غفلة مّمن يلوم ويعدل
- وبين يديها كلّما ينبغي لمن
- يصوّر أشباح الورى ويمثّل
- من الغيد تقلي كلّ ذات ملاحة
- كما بات يقلي صاحب المال مرمل
- تغار إذا ما قيل تلك مليحة
- يطيب بها للعاشقين التغزّل
- فتحمرّ غيظا ثمّ تحمرّ غيرة
- كأنّ بها حّمى تجيء وتقفل
- وتضمر حقدا للمحدّث لو درى
- به ذلك المسكين ما كاد يهزل
- أثار عليه حقدها غير عامد
- وحقد الغواني صارم لا يفلل
- فلو وجدت يوما على الدّهر غادة
- لأوشك من غلوائه يتحوّل
- فتاة هي الطاووس عجبا وذيلها ،
- ولم يك ذيلا ، شعرها المتهدّل
- سعت لاحتكار الحسن فيها بأسره
- وكم حاولت حسناء ما لا يؤمّل
- وتجهل أنّ الحسن ليس بدائم
- وإن هو إلاّ زهرة سوف تذبل
- وأنّ حكيم القوم يأنف أن يرى
- أسير طلاء بعد حين سينصل
- وكلّ فتّى يرضى بوجه منمّق
- من الناعمات البيض فهو مغفّل
- إذا كان حسن الوجه يدعى فضيلة
- فإنّ جمال النّفس أسمى وأفضل
- ولكنّما أسماء بالغيد تقتدي
- وكلّ الغواني فعل أسماء تفعل
- فلو أمنت سخط الرّجال وأيقنت
- بسخط الغواني أوشكت تترّجل
- قد اتخذت مرآتها مرشدا لها
- إذا عنّ أمر أو تعرّض مشكل
- وما ثمّ من أمر عويص وإنّما
- ضعيف النّهى في وهمه السهل معضل
- تكتّم عمّن يعقل الأمر سرّها
- ولكنّها تفشيه ما ليس يعقل
- فلو كانت المرآة تحفظ ظلّها
- رأيت بعينيك الذي كنت تجهل
- وزاد بها حبّ التبّرج أنّه
- حبيبّ إلى فتيان ذا العصر أوّل
- ألمّوا به حتى لقد أشبهوا الدّمى
- فما فاتهم،واللّه ، إلا التكحّل
- فتى العصر أضحى في تطّريه حجة
- تقاتلنا فيها النساء فتقتل
- إذا ابتذلت حسناء ثمّ عذلتها
- تولّت وقالت كلّكم متبذّل
المزيد...
العصور الأدبيه