الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> إيليا أبو ماضي >> الفيلسوف المجنح >>
قصائدإيليا أبو ماضي
- يا أيّها المغرّد في الضحى
- أهواك إن تنشد وإن لم تنشد
- الفنّ فيك سجيّة لا صنعة
- والحبّ عنك كالطبيعة سرمدي
- فإذا سكتّ فأنت لحن طائر
- وإذا نطقت فأنت غير مقلّد
- للّه درّك شاعرا لا ينتهي
- من جيّد إلا صبا للأوجود
- مرح الأزهار في غنائك والشّذى
- وطلاقة الغدران والفجر الندي
- وكأنّ زورك فيه ألف كمنجة
- وكأنّ صدرك فيه ألف مردّد
- كم زهرة في السفح خادرة المنى
- سكنت على يأس سكون الجلمد
- غنّيتها ، فاستيقظت وترنّحت
- وتألّقت كالكوكب المتوقّد
- وجرى الهوى فيها وشاع بشاشة
- من لم يحب فإنه لم يولد
- وكأنّني بك حين تهتف قائل
- للزهر : إنّ الحسن غير مخلّد
- فاستنفدي في الحبّ أيام الصّبا
- واسترشديه فهو أصدق مرشد
- واستشهدي فيه، فمن سخر القضا
- أن لا تذوقيه وأن تستشهدي!
- يا فيلسوفا قد تلاقى عنده
- طرب الخلّي وحرفة المتوجّد
- رفع الربيع لك الأرائك في الربى
- وكسا حواشيها برود زبرجد
- أنت المليك له الضياء مقاصر
- وتعيش عيش الناسك المتزهد
- مستوفزا فوق الثرى، منتقلا
- في الدّوح من غصن لغصن أملد
- متزودا من كلّ حسن لمحة
- شأن المحبّ الثائر المتمرّد
- وإذا ظفرت بنفحة وبقطرة
- فلقد ظفرت بروضو وبمورد
- تشدو وتبهت حائرا مترددا
- حتى كأنك حين تعطي تجتدي
- فكأنما لك موطن ضيّعته
- خلف الكواكب في الزمان الأبعد
- وطن جميل كنت فيه سيّدا
- فمضى ودام عليك همّ السيّد
- طورت عنه إلى الحضيض فلم تزل
- متلفتا كالخائف المتشرد
- يبدو لعينك في العتيق خاليه
- وتراه في ورق الغصون الميّد
- صور معدّدة لغير حقيقة
- كالآل لاح لمعطش في فدفد
- فتهمّ أن تدنو إليه وتنئني
- حتى كأنك خائف أن تهتدي
- وكأنه حلم يصحّ مع الكرى
- فإن انتهت من الكرى يتبدّد
- كم ذا تفتّش في السفوح وفي الذّرى
- عنقاء أقرب منه للمتصيّد
- يا أيها الشادي المغرّد في الضحى
- أهواك إن تنشد وإنلم تنشد
- طوباك إنك لا تفكّر في غد
- بدء الكآبة أن نفكّر في غد
- إن كنت قد ضيّعت إلفك إنني
- أبكي على إلفني الذي لم يوجد
المزيد...
العصور الأدبيه