الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> إيليا أبو ماضي >> الغبطة ... فكره >>
قصائدإيليا أبو ماضي
- أقبلَ العيدُ ، ولكنْ ليسَ في الناسِ المسرَّهْ
- لا أَرى إلاَّ وُجُوهاً كالحاتٍ مُكْفَهِرَّهْ
- كالرَّكايا لم تَدَعْ فيها يدُ الماتِحِ قطرَهْ
- أو كمثلِ الرَّوضِ لم تَتْركْ به النكباءُ زهرَهْ
- وعيوناً دَنقتْ فيها الأماني المُسْتَحِرَّهْ
- فَهْيَ حَيرى ذاهلاتٌ في الذي تهوى وتكرَهْ
- وخدوداً باهتاتٍ قد كساها الهَمُّ صُفْرَهْ
- وشفاهاً تحذرُ الضحكَ كأنَّ الضحكَ جمرَهْ
- ليسَ للقومِ حديثٌ غير شكوى مستمرَّهْ
- قد تساوى عندهُمْ لليأسِ نفعٌ ومضرَّهْ
- لا تَسَلْ ماذا عراهُمْ كلُّهم يجهل ُ أمرَهْ
- حائرٌ كالطائرِ الخائفِ قد ضَيَّعَ وكرَهْ
- فوقَهُ البازِيُّ ، والأشْرَاكُ في نجدٍ وحُفْرَهْ
- فهو إنْ حَطَّ إلى الغبراءِ شَكَّ السهمُ صدرَهْ
- وإذا ما طارَ لاقى قشعمَ الجوِّ وصقرَهْ
- كلُّهم يبكي على الأمسِ ويخشى شَرَّ بُكْرَهْ
- فهمُ مثل عجوزٍ فقدتْ في البحرِ إبرَهْ
- * * *
- أيّها الشاكي الليالي إنَّما الغبطةُ فِكْرَهْ
- ربَّما اسْتوطَنَتِ الكوخَ وما في الكوخِ كِسْرَهْ
- وخَلَتْ منها القصورُ العالياتُ المُشْمَخِرَّهْ
- تلمسُ الغصنَ المُعَرَّى فإذا في الغصنِ نُضْرَهْ
- وإذا رفَّتْ على القَفْرِ استوى ماءً وخُضْرَهْ
- وإذا مَسَّتْ حصاةً صَقَلَتْها فهيَ دُرَّهْ
- لَكَ ، ما دامتْ لكَ ، الأرضُ وما فوق المَجَرَّهْ
- فإذا ضَيَّعْتَها فالكونُ لا يَعْدِلُ ذَرَّهْ
- أيُّها الباكي رويداً لا يسدُّ الدمعُ ثغرَهْ
- أيُّها العابسُ لن تُعطَى على التقطيبِ أُجْرَهْ
- لا تكنْ مُرَّاً ، ولا تجعَلْ حياةَ الغيرِ مُرَّهْ
- إِنَّ من يبكي لهُ حَوْلٌ على الضحكِ وقُدْرَهْ
- فتَهَلَّلْ وتَرَنَّمْ ، فالفتى العابسُ صَخْرَهْ
- سَكَنَ الدهرُ وحانتْ غفلةٌ منهُ وغِرَّهْ
- إنَّهُ العيدُ … وإنَّ العيدَ مثل العُرْسِ مَرَّهْ
المزيد...
العصور الأدبيه