الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> إيليا أبو ماضي >> العليقة >>
قصائدإيليا أبو ماضي
- ذات شوك كالحراب أو كأظفار العقاب
- ربضت في الغاب كاللّص ، لفتك و استلاب
- تقطع الدّرب على الفلاح و المولى المهاب
- صنت عنها حرّ وجهي ، فتصدّت لثيابي
- كلما أفلتّ من ناب تلقّتني بناب
- فلها نهش الأفاعي ، و لها لسع الذئاب
- و أذاها في سكوني ، كأذاها في اضطرابي
- و هي كالقيد لساقي ، و لجيدي كالسّخاب
- فكأنّا في عناق ، لا نضال ووثاب
- .......
- قلت : يا ساكنة الغاب ، و يا بنت التراب
- لا تلجّي في اجتذابي ، أو فلجّي في اجتذابي
- إن عودا فيه ماء ليس عودا لاحتطاب
- أنا في فجر حياتي ، أنا في شرخ شبابي
- الهوى ملء فؤادي ، و الصبى ملء إهابي
- و المنى تنبت في دربي و تمشي في ركابي
- أنا لم أضجر من العيش و لم أملل صحابي
- لم أزل ألمح طيف المجد حتى في السراب
- لم أزل استشعر اللّذة حتى في العذاب
- لم أزل أستشرف الحسن و لو تحت نقاب
- ......
- ما بنفسي خشية الموت و لا منه ارتهابي
- أنا للأرض ، و إن طال عن الأرض اغترابي
- غير أنّي لم يزل ضرعي لمري و احتلاب
- لم أهب كلّ الذي عندي ، و لم يفرغ و طابي
- ......
- أنا نهر لم أتمم بعد في الأرض انسيابي
- أنا روض لم أذع كلّ عبيري و ملابي
- أنا نجم لم يمزّق بعد جلباب الضباب
- أنا فجر لم تتوّج فضّتي كلّ الروابي
- لي رغاب لم تلد بعد فتبلى بالتباب ؟
- و بنفسي ألف معنى لم يضمّن في كتاب
- .......
- فإذا استنفدت ما في دنّ نفسي من شراب
- و إذا أنجم آمالي توارت في الحجاب
- و إذا لم يبق في غيمي ماء لانسكاب
- و إذا ما صرت كالعلّيق تمثال اكتئاب
- لا يرجيني محتاج ، و لا يطمع ساب
- فاجذبيني ... إن يكن منذي نفع للتراب
المزيد...
العصور الأدبيه