الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> إيليا أبو ماضي >> الزمان >>
قصائدإيليا أبو ماضي
- يمشي الزمان بمن ترقب حاجة
- متثاقلا كالخائف المتردّد
- حتى ليحسبه أسيرا موثقا
- ويراه أبطأ من يح مقعد
- ويخال حاجته التي يصبو لها
- في دارة الجوزاء أو في الفرقد
- ويكون ما يرجوه زورة صاحب
- ويكون أبعد ما يرجّى في غد
- فإذا تولّى النفس خوف في الضحى
- من واقب تحت الدجى أو معتد
- طارت بها خيل الزمان ونوقه
- نحو الزمان المدلهمّ الأسود
- فكأنها محمولة في بارق،
- أو عارض، أو عاصف في فدفد
- ويكون أقصر ما يكون إذا الفتى
- مدّت له الدنيا يد المتودّد
- فتوسط اللذّات غير منفّر
- وتوسد الأحلام غير منكّد
- فإذا لذيذ العيش نغبة طائر
- وإذا طويل الدهر خطرة مرود
- وإذا الفتى لبس الأسى ومشى به
- فكأنما قد قال للزمن اقعد
- فإذا الثواني أشهر، وإذا الدقائق
- أعصر ، والحزن شيء سرمدي
- وإذا صباح أخي الأسى أو ليله
- متجدد مع همه المتجدّد
- فهو الورى وأذلّهم أنّ الورى
- متعلل، أو طامع ، أو مجتد
- جعلوا رغائبهم قياس زمانهم
- والدهر أكبر أن يقاس بمقصد
- وقلت في نفسي الرغائب والمنى
- فقهرته بتجرّدي وترّهدي
- يشكو الذي يشكو السهاد جفونه
- أو لم يكن ذا ناظر لم يسهد
- إن كان شيء للنفاد أعده
- فيما انقضى ومضى وإن لم ينفد
- ما أن رأيت الكحل في حدق المهى
- إلاّ لمحت الدود خلف الأثمد
- من ليس يضحك والصباح مورّد
- لم يكتئب والصبح غير مورّد
- سيّان أحلام أراها في الكرى
- عندي ، وأشياء اشتملت يدي
- أنا في الزمان كموجة في زاخر
- أنا فيه إن يزيد وإن لم يزيد
- مهما تلاطم فهو ليس بمغرقي،
- أو مخرجي منه، ولا بمبدّدي
- هيهات ما أرجو ولا أخشى غدا
- هل أرتجي وأخاف ما لم يوجد
- والأمس فيّ فكيف أحسبه انتهى
- أفما رأيت الأصل في الفرع الندي؟
- قبل كبعد حالة وهميّة
- أمسي أنا، يومي أنا، وأنا غدي
المزيد...
العصور الأدبيه