الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> إيليا أبو ماضي >> الخطب الفادح >>
قصائدإيليا أبو ماضي
- ( رثى بها المغفور له الامام الحكيم الشيخ محمد عبده مفتي الديار المصرية )
- - - -
- هيهات بعدك ما يفيد تصبّر
- و لئن أفاد فأيّ قلب يصبر ؟
- إنّ البكاء من الرجال مذمّم
- إلاّ عليك فتركه لا يشكر
- لو كان لي قلب لقلت له ارعوي
- إنّي بلا قلب فإنّي أزجر
- لا زمت قبرك و البكاء ملازمي
- و اللّيل داج و الكواكب سهّر
- أبكي عليك بأدمع هطّالة
- و لقد يقل لك النجيع الأحمر
- ووددت من شجوي عليك و حسرتي
- لو أن لحدك في فؤادي يحفر
- إنّي لأعجب كيف يعلوك و حسرتي
- لو ان لحدك في فؤادي يحفر
- أمسيت مستترا به لكنّما
- آثار جودك فوقه لا تستر
- مرض الندى لمّا مرضت و كاد أن
- يقضي من اليأس الملمّ المعسر
- يرجوط أنّك جابر كسره
- فإذا فقدت فكسره لا يجبر
- و علت على تلك الوجوه سحابة
- كدراء لا تصفو و لا تستمطر
- كم حاولوا كتم الأسى لكنّه
- قد كان يخترق الجسوم فيظهر
- حامت حواليك الجموع كأنّما
- تبغي وقاء الشرق مما يحذر
- و الكلّ يسأل كيف حال إمامنا
- ماذا رأى حكمائنا ، ما أخبروا ؟
- و الداء يقوى ثم يضعف تارة
- فكأنّه يبلو القلوب و يسبر
- أوردته عذبا فأوردك الردى
- تبّت يداه فذنبه لا يغفر
- هيهات ما يثني المنيّة جحفل
- عمّن تؤم و لا يفيد العسكر
- رصد الردى أرواحنا حتى لقد
- كدنا نعزّي المرء قبل يصور
- نهوى الحياة كأنّما هي نعمة
- و سوى الفواجع حبّها لا يثمر
- و نظنّ ضحك الدهر فاتحة الرضى
- و الدهر يهزأ بالأنام و يسخر
- أفقيد أرض النيل أقسم لو درى
- بالخطب أوشك ماؤه يتهسّر
- و ضعوك في بطن التراب و ما عهد
- ت البحر قلبك في الصفائح يذخر
- ورأوا جلالك في الضريح فكلّهم
- يهوى و يرجو لو مكانك يقبر
- لم تخل من أسف عليك حشاشة
- أبدا فيخلو من دموع محجر
- آبو و ما آب العزاء إليهم
- و الحزن ينظم و المدامع ينشر
- و الكلّ كيف يكون حال بلادهم
- من بعد ما مات الإمام يفكّر
- لم يبلنا هذا الزمان بفقده
- لو كان ممّن بالرزية يشعر
المزيد...
العصور الأدبيه