الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> إيليا أبو ماضي >> الحجر الصغير >>
قصائدإيليا أبو ماضي
- سمع الليل ذو النجوم أنينا
- وهو يغشى المدينة البيضاء
- فانحنى فوقها كمسترق الهمس
- يطيل السكوت والإصغاء
- فراى أهلها نياما كأهل الكهف
- لا جلبة ولا ضوضاء
- ورأى السدّ خلفها محكم البنيان
- والماء يشبه الصحراء
- كان ذاك الأنين من حجر في السد
- ّ يشكو المقادر العمياء
- أيّ شأن يقول في الكون شأني
- لست شيئا فيه ولست هباء
- لا رخام أنا فأنحت تمثا
- لا، ولا صخرة تكون بناء
- لست أرضا فأرشف الماء ،
- أو ماء فأروي الحدائق الغنّاء
- لست درا تنافس الغادة الحسناء
- فيه المليحة الحسناء
- لا أنا دمعة ولا أنا عين،
- لست خالا أو وجنة حمراء
- حجر أغير أنا وحقير
- لا جمالا ، لا حكمة ، لا مضاء
- فللأغادر هذا الوجود وأمضي
- بسلام ، إني كرهت البقاء
- وهوى من مكانة ، وهو يشكو
- الأرض والشهب والدجى والسماء
- فتح الفجر جفنه... فإذا
- الطوفان يغشى ((المدينة البيضاء))
المزيد...
العصور الأدبيه