الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> إيليا أبو ماضي >> أمينة إلاهة >>
قصائدإيليا أبو ماضي
- أحبّ إله في صباه إلاهة
- جرى السحر في أعطافها والترائب
- تمنّت عليه آية يجىء بها
- إله سواه في العصور الذواهب
- ليمسي على الأرباب أجمع سيّدا ،
- وتمسي تباهي كلّ ذات ذوائب
- وكان إلها جامحا متضرّما
- هوى، فأتى بالمعجزات الغرائب
- كسا الأرض بالزهر البديع لأجلها
- ورصّع آفاق السما بالكواكب
- وما زال حتى علّم الطير ما الهوى
- فحنّت وغنّت في الذّرى والمناكب
- وأنشأ جنات وأجرى جدواولا
- ومدّ المروج الخضر في كلّ جانب
- وشاء، فشاع العطر في الماء والضّيا
- وفي كلّ صوت أو صدى متجاوب
- ومسّ الضّحى فارفضّ تبرا على الربى
- وسال عقيقا في حواشي السباسب
- وقال لأحلام البحار تجسّدي
- مواكب ألوان وجيش عجائب
- فكانت لآل في الشطوط ، وفي الفضا
- غيوم، وموج ضاحك في الغوارب
- ولما رأى الأشياء أحسن ما ترى
- وتّمت له دنيا بغير معايب
- دعاها إليه كي تبارك صنعة
- ولم يدر أنّ الحبّ حمّ المطالب
- فقالت له : أحسنت! أحسنت مبدعا
- فيا لك ربّا عبقريّ المواهب
- ولكنّ لي أمنية ما تحقّقت
- إذا لم تنلنيها فما أنت صاحبي!
- ******
- فدنياك هذي على حسنها
- وسحر مشاهدها والصور
- تشاركني سائر لالآهات
- لذاذاتها ونساء البشر
- أريد دنيا فيها شعاع
- يبقي أذا غابت النجوم
- أريد دنيا تحسّ نفسي
- فيها نفوسا بلا جسوم
- أريد خمرا بلا كؤوس
- من غير ما تنبت الكروم
- أريد عطرا بلا زهور
- يسري وإن لم يكن نسيم
- وزادت فقالت: أريد أنينا
- يشوّش روحي ولا محتضر
- وماء يموج ولا جدول،
- ونارا بلا حطب تستعر
- فأطرق ذاك الاله الفتيّ
- وفي نفسه ألم مستتر
- وقال امهليني ثلاث ليال
- أذلّل فيها المراد العسر!
- وراح يجوب رحاب الفضاء
- يحدوه شوق ويدعوه سر
- فسال مع الشمس فوق الربى
- وغلغل في الحندس المعتكر
- وأصغى إلى نسمات المروج
- وأصغى إلى نفحات الزّهر
- وبعد ثلاث ليال أتاها
- فظنته جاء لكي يعتذر
- فقال وجدت الذي تطلبين
- لدي شاعر ساحر مبتكر
- وأخرج خيطا قصير المدى
- بلون التراب ولين الشّعر
- فلما رأته عراها الأسى
- وغوّر إيمانها واندثر
- فصاحت بغيط: أتسخر مني؟
- إذن فاحمل العار، او فانتحر!
- أجاب رويدّك ، يا ربّتي
- فما في التعجّل إلاّ الضرر!
- وشدّ إلى آله خيطه
- ودغدغة صامتا في حذر
- ففاضت خمور ، وسالت دموع،
- وشعّت بروق، ولاحت صور!
- فصاحت به وهي مدهوشة: ألا إنّ ذا عالم محتضر!
- فيا ليت شعري ماذا يسمّى؟
- فقال لها: إن هذا الوتر1
المزيد...
العصور الأدبيه