الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> إبراهيم محمد إبراهيم >> من يكمل اللحن بعدي >>
قصائدإبراهيم محمد إبراهيم
- غبتِ،
- أفنيْتِني ..
- ليلتي ورقٌ أصفرٌ
- نام فوق رصيفِ الأهلّةِ،
- والبُعدُ أبعدُ مما تعوّد قلبي ..
- أألقاكَ ثانيةً ؟
- لست أدري ..
- أما زِلتِ حولَ المضاربِ،
- أم أن هودجكِ المُتَماهي مع الريحِ،
- لا يعرفُ المُكثَ
- مثلي ..
- ففرّ ككل الحمامِ الذي لا يعودْ ؟
- أناديكِ يا ..
- وانكفأتُ على نصفِ نايٍ ..
- فمن يكملُ اللحنَ بعدي ..؟
- أبرقٌ
- ورعدٌ
- وغيمٌ مددتُ له القلبَ
- ثم تفيقُ السماءُ بِزُرْقتِها،
- وأفيقُ على ظمأي ؟
- أيها الجبلُ المتطرّفُ
- والوجعُ المتطرّفُ
- ها عدتُ أحملُ رائحةَ الزعفرانِ
- وجرحاً ينزُّ بدمعِ النخيلْ.
- حاسرَ القلبِ،
- تخدشهُ نسمةُ البَرِّ
- كأنْ لم تلِدْهُ الحوادثُ بين ذراعيكَ
- أو لم تطأهُ السنابكُ يوماً ..
- فهل يغفرُ الصّخرُ مااقْترفَ الوردُ ؟
- هل يغفرُ الوردُ مااقْترفَ الصّخرُ ؟
- هل تغفرانِ لمن ظلّ بينكما الدّربَ ؟
- إني غفرتُ لكلّ النّبالِ
- وذلك مما يجودُ القتيلْ.
- صهوتي لا تميلُ ..
- ومِلْتُ على الجانبينِ
- فكانَ انْتِصابُ المحاورِ أجلى ..
- وعيناكِ أحلى
- وروحي على صخرةِ المُعجزاتِ
- يُكابرُ من حولِها الفُقراءُ
- ويُلقونَ أرغفةَ العُمرِ للطّيرِ
- و الطيرُ تحملُ أخبارَهم للأحبّةِ
- والأرضُ تبدو كأرحبِ زنزانةٍ للمطاريدِ ..
- شُدّي الرحيلَ
- أو احْترقي كالفراشةِ في نارِ عبسٍ
- أنا لا أعودُ إلى خيمةٍ نصبوها لغَيري.
- أنا وتدٌ للخِيامِ اليتيمةِ
- والعابرينَ إلى جُرحهمْ.
- نهرُ من لا يرى في السّرابِ غنيمتَةُ ..
- وجهُ من يَتَمرْآى بأحزانِهِ ..
- أيها الفرحُ المنتمي،
- كبوةً كبوةً تبلغُ الخيلُ مأربَها
- نجمةً نجمةً تعبُرُ الليلَ
- ياعينُ،
- أرخي النخيلَ على من تُحبّينَ ..
- ضُمِّي بأجفانكِ الساهراتِ مواويلَ عمري
- لكِ اللهُ كيفَ تدُسيّنَ فينا الحياةَ
- وكيفَ ندسُّ بكِ الذكرياتْ.
- شاهدٌ لفحُ ريحِ السّمومِ على شفتيّ
- بأنّي رضعتُ المواسمَ فيكِ.
- حيثُما كنتُ ،
- ينتابُني شوكُكِ الأزليُّ
- فأحني الضّلوعَ عليه
- أُوَسِّدُهُ القلبَ ..
- نَمْ أيّها الشوكُ،
- يصحو ..
- أفِقْ أيّها الشوكُ،
- يغفو ..
- فأغفو بهِ وعليهِ
- وأصحو على أوّلِ العُمرِ مُرتعِداً ..
- أيها الكهلُ ،
- نِمتَ طويلاً ..
- تُراكَ تعلَّمتَ مما رأيتَ ؟
- أما زِلتَ تحلُمُ ..؟
- أنّى لعُروَةَ أن يستكينَ لعبسٍ
- وأنَّى لها أن تُهادِنَ زلَّتهُ ..
- زلّتي ،
- أنني أعرفُ الوردَ من شوكهِ ..
- صِحْتُ يا ..
- وانكفأتُ،
- فمن يُكملُ اللحنَ بعدي ؟
- أيها المُنْتَأى ..
- أيها المُرْتَقى الصّعْبُ
- حولكَ روحي تطوفُ
- وأنتَ، كما أنتَ
- تهمِسُ في مسمعِ الغيمِ
- قصّةَ من غادروكَ
- وقالوا : سنرجِعُ يوماً ..
- وما عادَ غيري.
- أما قُلتَ يوماً :
- بأن الغريبَ هو الأرضُ
- ها نحنُ نرقعُ أحلامنا في العراءِ غريبينِ ..
- والأرضُ يسكُنُها الشاربونَ الأوائلُ من جُرحها ..
المزيد...
العصور الأدبيه