الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> إبراهيم محمد إبراهيم >> مكوث >>
قصائدإبراهيم محمد إبراهيم
- الصّيف ُ يسحبُ ذيلهُ النّاريَّ مُبتعِداً،
- فما جدوى الصُّعودِ إلى أعالي الأرضِ؟
- صُبّي شايَكِ المفتونَ بالنّعناعِ
- وانتظِري الشِّتاءْ.
- صُبّيهِ
- وانتشِري رذاذاً حول قلبٍ
- ماتَ من ظمإٍ
- كما ظمإي لشايِكِ
- كُلّما حلّ المساءْ.
- أيّامُكِ الحُبلى بِطَلعِ النّخلِ
- تقرأها العِراقُ دَماً
- بِكُلّ لُغاتِها الفُصحى،
- وتتلوها العُمانِيّاتُ وِرداً
- أو تعاويذَ انبِعاثٍ
- فوقَ أرحامِ النّساءْ.
- أيّامُكِ الحُبلى ..
- وما أنجبْنَ غيرَ البَيْنِ
- والّلقيا العصِيّةِ
- والوداعِ على رصيفِ العابِرينَ
- من الظّنونِ إلى الفزَعْ.
- مالي أُفتّشُ في دفاتِرِيَ القديمةِ
- عن وجعْ؟
- الصيفُ يسحبُ ذيلهُ
- بينَ النّخيلِ
- كأنّه،ُ
- يستلُّ من عينيكِ،
- آخِرَ دمعتينِ
- ومن جبينِكِ،
- عُقدةَ الفصلِ القديمِ
- ومن ندى خدّيكِ،
- أُغنِيةَ المُروجِ
- ومن شِفاهِكِ،
- قِصَةَ الآتينَ
- من خلفِ البِحارِ
- لِنجدةِ السُّفهاءِ
- من سُفهائِهِمْ ..
- الصّيفُ أذّنَ في الرُّعاةِ :
- أنِ اشتروا أغنامَكُمْ،
- بالصّفحِ ..
- واستبِقوا الذِّئابَ،
- إلى الموارِدِ
- والشِّعابِ المُفضِياتِ إلى الخِيامْ.
- الصّيفُ أذّنَ :
- أنّ صيفاً ثالِثاً،
- يغلي بِأورِدةِ الشّتاءِ
- على تُخومِ الشّامِ،
- فاقتصِدوا بماءِ وُجوهِكُمْ
- وتأبّطوا أرواحكُمْ
- مهراً،
- لبارِقةِ السّماءِ،
- وحطّموا أغمادَكُمْ
- حَطَباً،
- لِمائدةِ الّلئامْ.
- الصّيفُ أذّنَ :
- أنّ عاماً للرّمادةِ قادِمٌ ..
- فيهِ يُحَدُّ السارِقونَ
- وإنْ تزَنّرَ بعضُهُمْ عبثاً
- بأحزِمةِ الصِّيامْ.
- الصّيفُ أنهكهُ المُقامْ.
- حُلّي ظفائِرَكِ احتفاءً
- بانسِلاخِ القيضِ،
- وافْترِشي السّوادَ،
- أوِ انثُريهِ مِلاءةً سوداءَ
- في وجهِ الغمامْ.
- علّ السماءَ تحِنُّ،
- أو تبكي ..
- وتغسِلُ ما تراكمَ
- من عناءِ الدّربِ
- في ريشِ الحمامْ.
المزيد...
العصور الأدبيه