الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> إبراهيم محمد إبراهيم >> خلف بوابة الثلاثين >>
قصائدإبراهيم محمد إبراهيم
- تَجَهَّمَ وَجْهُ الكَلامِ
- فماذا تقولْ ؟
- ثلاثون عاماً،
- ومَهْدُكَ بَرْدٌ بكل الفُصولْ.
- ثلاثون عاماً،
- تُباغِتُكَ الطَّعناتُ
- وتَهْوي عليكَ القِلاعُ.
- ثلاثون عاماً ،
- وأيَّامُكَ الحالِماتُ تُباعُ.
- ثلاثون سهماً ،
- يغورُ بقلبِكَ
- كي لا تجوعَ السِّباعُ.
- يقولون: خُذْ ماتشاءُ
- وخَلِّ المراكبَ تمضي ...
- وأنَّى يعودُ بما يدَّعون الشِّراعُ.
- ثلاثون عاماً من الجَدْبِ،
- تجثو على مِنْكَبيكَ،
- ومازِلتَ خِصْباً،
- وحولَكَ يَنْتَحِبُ المُتْخَمونَ الجِياعُ.
- ثلاثون تمضي
- كَمَرِّ السَّحابةِ
- من مشهدٍ تَسْتَخِفُّ به الكائناتُ
- إلى مشهدِ.
- ثلاثون تمضي كأُنشودةٍ
- في مهبِّ الرِّياحِ بلا مُنشدٍ.
- ثلاثون تَصْفَرُّ في أُمِّها
- وتُكابِرُ رَغْمَ السَّلامْ.
- ثلاثون تُفْصِحُ
- لمَّا تَجَهَّمَ وَجْهُ الكَلامْ.
- على بابِها سورةُ الفَتْحِ تُتلى ...
- وطفلٌ له ساعدانِ من الصَّخْرِ
- يَسْتَمْطِرانِ الغَمامْ.
- وعينانِ مِلْؤُهُما الثأرُ،
- تَلْتَهِمانِ المَدى ..
- وصوتٌ توالدَ
- بين الشِّفاهِ وبين الصدى.
- تُخاتِلُني نَجْمَةُ الفَجْرِ،
- تَأْخُذُني من يَدَيَّ إلى خيمةٍ في العراءِ
- لِتَنْثُرَني حَوْلَها زَنْبَقاً وندى.
- وتَسْكُبَني كالضِّياءِ على قِبْلةِ الفاتحينَ
- أُعاهِدُها مسجداً مسجدا.
- خذوني إليها ..
- فمازال في وجهِها عتبٌ
- أن تأخَّرتُ ،
- أُقْسِمُ لاعُذْرَ لي ..
- غيرَ أنَّ السلاحِفَ أسرعُ مما ظننتْ.
- فها هي تمضي بأسْفارِها في البلادِ
- تُمَهِّدُ للدَّوْرَةِ الأَلْفِ ..
- ما أسرعَ السُّلُحْفاةِ
- إذا كبَتِ الخيلُ في ظِلِّها.
- رُوَيْدكِ عُصْفورةَ القلبِ
- لاتهجُري عُشَّكِ الأبديّ،
- فهذا السَّحاب سيُمطرُ حتماً
- بُعيدَ الثلاثينَ،
- من جوفهِ
- سيدا .
المزيد...
العصور الأدبيه