الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> إبراهيم اليازجي >> لقد شغلتني دون شكركم البشرى >>
قصائدإبراهيم اليازجي
- لقد شغلتني دون شكركم البشرى
- فلا تنكروا إن كنت لم أجمل الشكرا
- فما أحسنت حق الوفاء مسرتي
- ولكن عساها أحسنت عندي العذرا
- علي لكم حمد على عظم منة
- تعذر عندي أن أقابلها قدرا
- وفضل هو البحر الذي بت غارقاً
- به غير أني اصطدت من جوفه الدرا
- فيا ليت لي في كل عضو صحبته
- لساناً ولي في كل جارحة فكرا
- لأنشر طيب الحمد من كل منطق
- ومن كل فكر أنشيء النظم والنثرا
- وبي أخوة لا والدي كان والدا
- لهم لا ولا أمي بهم شغلت حجرا
- إخاء حلا حتى ظننت كؤوسه
- هي الشهد ما بين القلوب له مجرى
- أبر الورى بعضاً ببعض طوية
- وأوثقهم وداً وأبعدهم غدرا
- دعتني بالالحاح نفسي نحوهم
- فقلت لها صبراً فلم تستطع صبرا
- فما برحت مشتاقة للقائهم
- على خبر حتى أحاطت بهم خبرا
- فألفت رجالاً بالكمال تزينوا
- وباللطف والآداب والشيم الغرا
- أجل الورى فضلاً وأجملهم ذكرا
- واطولهم باعاً وأوسعهم صدرا
- عصابة أهل النور في كل معشر
- بكل بلاد أشبهوا الأنجم الزهرا
- فيا عين قرى بالمنى بين أخوة
- أصبت بهم في كل نائبة ذخرا
- ويا نفس ما للدهر فوقك من يد
- أزاء أياد لم تكن ترهب الدهرا
- ودونك حسن الجهد في كل غاية
- ينالك فيها البؤس أو تبلغي أمرا
- ولا تجنحي نحو التراخي إذا بدت
- شدائد هذا الدهر قاذفة ذعرا
- ويا من أرى نفسي سعيدا لديهم
- ومن أنا لا أسطيع من دونهم نصرا
- أتيت إليكم رغبة في إخائكم
- وأخلصتكم من ودي السر والجهرا
- وإني كما تهوون لا متهاوناً
- ولا سائلاً فيما أكلفه أجرا
- ولكنني أبغي الوفاء بأنني
- نسبت إليكم واشتددت بكم أزرا
- تركت لغيري الذل والرق في الورى
- وأصبحت معتزاً أمامكم حرا
المزيد...
العصور الأدبيه