الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> إبراهيم اليازجي >> في الركب بين هوادج الآرام >>
قصائدإبراهيم اليازجي
- في الركب بين هوادج الآرام
- قمر يسايرهن تحت لثام
- تلك الركائب سار قلبي خلفها
- متتبعاً لمواطىء الأقدام
- يوم وقفت به كئيباً حائراً
- للبين أسأل رحمة الأنعام
- ساروا وقد قطع النسيج كلامهم
- وجداً وخطت عبرتاي كلامي
- من كل أصفر شاحب قد راعه
- جزعي فاورثه الشحوب سقامي
- وبدأ مقلده بعقدي لؤلؤ
- من در أجفان ودر نظام
- يا جيرة الحي الألي قضت النوى
- ببعادهم فقضت بقرب حمامي
- فارقتم طرفي القريح وحلتم
- بالسهد ما بيني وبين منامي
- وتركتم لي مهجة مسلوبه
- في كف كل مغرب نسام
- وجوانحاً حرى تذوب من الأسى
- وجوارحاً أمست رميم عظام
- نزل الفراق بنا فما لك موضع
- يا صبر عندي فارتحل بسلام
- وتعهدي يا نفس ما لم تعهدي
- تركا له من صبوة وهيام
- وإذا خشيت على الصبابة سلوة
- فتعوذي بجمالهم وغرامي
- وإذا رمتك يد الزمان بنكبة
- فاستنجدي بوزيرنا المقدام
- ذي الدولة العظمى الذي من أمه
- فجواره حرم على الأيام
- الراشد الهادي الأمين المقتدى
- بسداد أمر الواحد العلام
- قد ساس أطراف البلاد بحكمة
- غمضت سرائرها عن الأوهام
- بادي الحصافة أصغراه كلاهما
- بحر كبير بالحقائق طام
- في جفنه قمر ينير إذا دجا
- ليل المشاكل في سما الأحكام
- متقلد الصمصام فوق عزيمة
- هي في الوغى أمضى من الصمصام
- بأس تمازجه خلائق رقة
- كالماء مازج قرقفاً في الجام
- أمنت بهيبته النفوس فلم تكد
- تؤذي النيام روائع الأحلام
- جرار خيل بالحديد تموجت
- في كل جيش كالغظم لهام
- تجري على آثار أروع همه
- إظماء مكحلة وري حسام
- فسل البداوة أين أمسى جمعها
- بازاء سطوة ذلك الضرغام
- هبت ضخام طلائع في وجهه
- حتى أنهزمت فبؤن غير ضخام
- خفقت قلوبهم ارتياعاً عندما
- وأفاهم بخوافق الأعلام
- ما كان حين لقوه إلا صدمة
- علموا بها في الكر صدق صدام
- فتناثروا فوق الصعيد وقد رأوا
- نثر المفاصل حولهم والهام
- وغدوا كأن الأرض تطرد فلهم
- وكأنهم يسعون فوق ضرام
- يتعجلون إلى الإكام فرارهم
- وإليه تسلمهم ذري الآكام
- تركوا لوحش القفر قتلاهم وقد
- تخذوا مقام الوحش في الآجام
- وغدا جريئهم الذي ثبتت له
- نفس بمنها بالاستسلام
- ملأ البقاع أنينهم حتى لقد
- أمسى بئن لهم صدى الأهضام
- وبكت بماء جسومهم أسيافه
- حتى انثنت وجفونهن دوام
- الله أكبر تلك عقبى من بغى
- وجزى بكفر صنيعة وذمام
- يا معشر الأعراب ذاك محمد
- وأفاكم بالقسط والأحكام
- عهدت لحكمته الأمور فساسها
- بظني النصال وأرؤسص الأقلام
- رأي كما سفر الضحى وبديهة
- ملكت سداد النقض والأبرام
- السيد السند الذي أضحى به
- نهج العدالة واضح الأعلام
- نشر الأمان على المسالك فانبرى
- بثناه يحدو كل رب خطام
- وشدت بمنته البلاد ومن ثوى
- فيها من الأعراب والأعجام
- ولمنطق التأريخ ختم بالدعا
- لعلاه أرخ وهو خير ختام
المزيد...
العصور الأدبيه