الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> إبراهيم اليازجي >> رعى الله مغنى بالعذيب ومعهدا >>
قصائدإبراهيم اليازجي
- رعى الله مغنى بالعذيب ومعهدا
- غنمنا به الأوطار مثنى وموحدا
- مراتع آرام وردنا بها المنى
- على حين لم يطرق لنا الدهر موردا
- نغازل من غزلانها كل آنس
- ونهصر من أغصانها كل أملدا
- ونرشف للأفواه جاماً ممسكاً
- ونلثم للجامات ثغرا منضدا
- أويقات أعطاف الشبيبة غضة
- على نسمات اللهو مالت تأودا
- وقد غفلت عنا الخطوب بليلها
- وقدماً عهدنا حادث الدهر أرودا
- أأحبابنا هل أورق الرند بعدنا
- وهل أفرشتكم روضة البان مقعدا
- وهل مر للمشتاق ذكر بحيكم
- فما زال ذكر الحي عندي مرددا
- ليهنئكم أن طاعكم بعدنا الكرى
- فمذ بينكم لم نوطىء الجنب مرقدا
- ولا زارنا الصبر الجميل فليتكم
- أمام النوى شاطر تمونا التجلدا
- أطعت بكم داعي التهتك ذاهباً
- بنفسي وخالفت العذول المفندا
- وإني لأهوى منكم الظرف والوفا
- ولم أهو أعطافاً وخداً موردا
- وبي جيرة ما بي من الوجد عندهم
- وأن بت أحيي بالسري ليل أنقدا
- وربع هو الدنيا لدي وقلما
- ترى الشمل في دنياك إلا مبددا
- تقطع حبل الوصل منا ومنهم
- سوى شجن الذكرى أقام وأقعدا
- وما يعدم الإنسان في الأرض صحبة
- ولكن بعض الصحب أدنى إلى العدى
- فما أكثر الألاف في كل بلدة
- وأكثر قول الزور ممن توددا
- وفي الحب ما قد كان رائدة المنى
- فما الحب إلا ما أتاك مجردا
- وفي الناس من تدعو سجاياه للهوى
- فيغدو عليها كل قلب مقيدا
- تبارك من بث الشمائل في الورى
- فميزهم بعد التساوي وأفردا
- وخص بأسناها النسيب فلم يزل
- إذا ذكرت أهل المناقب أوحدا
- كريم تبدي من كرام مناصب
- لذاك تسمى بالنسيب فما اعتدى
- جميل الثنا يستغرق المدح وصفه
- كما استغرق الألفاظ أحرف أبجدا
- تناول إرث المجد قبل رضاعه
- وصاحب ترب المجد طفلاً وأمردا
- وجد على إثر الذين تقدموا
- بهمة طلاع الثنيات اصيدا
- فداس طريق المكرمات ممهداً
- وداس إلى العليا عقاباً وأنجدا
- كذلك من رام المعالي فإنه
- يشق إليها في ذرى الخطب مصعدا
- أحد رجال العقد ذهنا ونظرة
- وأصدقهم في الأمر رأياً ومشهدا
- وأبعدهم جرياً إلى كل غاية
- وأطولهم في كل مكرمة يدا
- كفاه سيوف الهند في كل غمرة
- له سيف آراء يفل المهندا
- وهمة ندب خشن الدهر حدها
- وقد غادرت ناب الحوادث أدردا
- نقي ثياب العرض طاب ثناؤه
- كما طاب أخلاقاً ونفساً ومحتدا
- رصانة خلق كالجبال توقرت
- فلو خالطت بحراً لما جاش مزبدا
- وعفة نفس لو ثوت قلب عاشق
- لما بات مجهوداً يعاني التسهدا
- إذا اجتمعت أهل المعالي فإنما
- له الرتبة الأولى لدى كل منتدى
- فلا بدع أن وافته من فيض نعمة
- أقرته في أهل المراتب سيدا
- حباه بها عبد الحميد تفضلاً
- فكان كروض الحزن باكره الندى
- حباء أتاه ناطقاً بمكانه
- فلو كان ممن ينشد المدح أنشدا
- ومثل نسيب أهل كل مزية
- يزيد بها فخراً ويعتز سؤددا
- هو العلم العالي بلبنان والذي
- يشار إليه بالبنان إذا بدا
- من الجنبلاطيين من شم معشر
- بنوا شرفات المجد بالبأس والندى
- لهم حسب المجد القديم وفوقه
- لهم حسب في كل يوم تجددا
- فما منهم إلا أغر مسود
- أتى وارثاً منهم أغر مسودا
- دعائم بيت شيد العز ركنه
- فحجته أخياف المطالب سجدا
- تؤممه وفد القوافي قوافلاً
- فتهدى لمغناه وان كن شردا
- ودونكها من آل عيسى خريدة
- تطاول بالابداع معجز أحمدا
- لقد سفرت والليل أرخى سدوله
- فلم تبد إلاها الدجنة فرقدا
- إذا انطلقت لم تأو بعد انطلاقها
- جداراً معلى أو طرافاً ممددا
- وحسبي منك الود فضلاً ومفخراً
- مدى الدهر وأسلم فهو أكرم مجتدى
المزيد...
العصور الأدبيه