الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> إبراهيم اليازجي >> حياة أسر العيش فيها مذمم >>
قصائدإبراهيم اليازجي
- حياة أسر العيش فيها مذمم
- وناس بها قلب الخلي متيم
- سقت كل قلب كل يوم مشارباً
- توهم فيها لذة وهي علقم
- تشاغلت الألباب فيها من الصبى
- ولم تك أدنى صبوة حين تحلم
- تبطل كل بالأماني ولم يزل
- يروح ويغدو وهو للموت مغنم
- وما الأرض إلا قفرة زأرت بها
- أسود المنايا حولنا وهي خوم
- لها كل يوم بيننا كل منذر
- ينادي علينا مسمعاً وهو أبكم
- تنبهنا بعضاً ببعض فننثني
- وأجفاننا في غفلة اللهو نوم
- خلت دونها شم الحصون فلم تكن
- لساكنها من غارة البين تعصم
- وأصبح من قد كان يرهب بأسه
- يناح عليه بعد حين ويرحم
- تراب من الأرض استوى تحت صورة
- تلوح عليها مدة ثم تهدم
- أحبتنا ما أعذب الهجر بيننا
- إذا كان حبل الوصل لا بد يفصم
- أنسنا بطيب الوصل في الأرض مدة
- وما طيب وصل بالتفرق يشؤم
- يلام على قبر توسد تريه
- حبيب عليه من بعيد أسلم
- وما كان يجدي لو تداني ودونه
- من الرمس قد أمسى حجاب مخيم
- لئن لم تصب عيني ثراه فإن لي
- هنالك قلباً منه قد قطر الدم
- وما جف دمعي بعده غير أنه
- يديج خضراء الربى حين يسجم
- نعاه لنا الناعي ففي كل مسمع
- كلام ولكن في الأضالع أسهم
- تنوح على فقد الأمير محمد
- رجال عليه بالدما تتلثم
- عزيز له في كل عين مدامع
- وفي كل قلب جمرة تتضرم
- وكم من جيوب بل قلوب تشققت
- عليه وكم من أوجه فيه تلطم
- ولما نعي في ارض لبنان أوشكت
- جنادلة من حسرة تتألم
- كريم له من آل رسلان محتد
- ومن نفسه مجد سني معظم
- ومن ذكره ما يعجر الدهر سلبه
- ومن شكره في كل ذي منطق فم
- أيا من قضى في غربة الدار نازحاً
- فكل فؤاد نازح متصرم
- رويدك ما للصبر بعدك من يد
- إذا ما اقتضى الصبر المصاب العرمرم
- ترحلت في شرخ الشباب مغادراً
- من الحزم ما يودي الشباب ويهرم
- ومثلك من حق التأسف بعده
- وغيرك مخلوف ومثلك يعدم
- تنوح القوافي بعد يومك حسرة
- فنوشك نخشى نثرها حين تنظم
- وتندبك الأقلام من حيث رددت
- حنيناً وأجرت عبرة حين ترقم
- وبين المذاكي والسيوف مناحة
- وبين الحجى والعلم والمجد مأتم
- إلا يا بني رسلان صبراً لفقده
- فذلك مما يقتضيه التكرم
- إذا ما دفعنا للبلية مرة
- ولم ننتفع بالحزن فالصبر أحزم
- جرى قدر المولى بما شاء واستوى
- لديه جزوع في الأسى ومسلم
- وليس لنا من مطمع فات نيله
- إذا كان ما نبغيه ما ليس يغنم
- وما كان ما لا بد منه مؤخراً
- يهون لديه الرزء وهو مقدم
- وما الفرق في الحالين إلا هنيهة
- تمر سريعاً والقضا متحتم
المزيد...
العصور الأدبيه