الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> إبراهيم اليازجي >> تصبر وأن لم تملك الصبر فاجزع >>
قصائدإبراهيم اليازجي
- تصبر وأن لم تملك الصبر فاجزع
- فما أغفل الأقدار عن صوب مدمع
- يهم الليالي ما تثير وقلماتهم
- الليالي لوعة المتفجع
- تضيع لديها كل نفس فهل ترى
- يبيت لديها الدمع غير مضيع
- شجاني أن الدهر ليس براحم
- وأني ذو قلب شديد التوجع
- وأن الذي أشكوه لا لب عنده
- يقلب أهل اللب في كل مصرع
- فواحرباً من حكمه وهو جائر
- وصبري وما صبري لدي بطيع
- ولي كل يوم ما يروع فكيف لا
- يذوب فؤادي لهفة بين أضلعي
- نعى البدر ناعيه عشية فجعة
- فيا لهف أجفان ويا لهف مسمع
- ويا ذوب أكباد تسيل كآبة
- على جمر حزن حيثما مس يلذع
- تداركه قبل التمام محاقه
- مبادرة من حيث لم يتوقع
- فقطع أحشاء وواصل أدمعاً
- وضيع من آمالنا كل مطمع
- وساء أبا ما ساء قلباً فأصبحت
- له اليوم في الأكباد لوعة موجع
- وفارق اوج العز والمجد والعلى
- إلى أوج مجد منه أعلى وأرفع
- أيا كنف الرحمان أودعت درة
- مكرمة من عند أكرم مودع
- ويا قبر فيك اليوم أنضر زهرة
- غنيت بها عن زهرك المتضوع
- ويا أيها الغصن الذي هصر الردى
- معاطف قد منه ريان ممرع
- تركت مغانينا وقد بت مثلما
- دعيت فريدا ضمن صحراء بلقع
- فما برحت في كل قلب كى بة
- من الحزن تغشى كل وجه ببرقع
- وطالت مناحات النوادب في الحمى
- عليك فاشجى نوحها كل مربع
- رويدك أن العين لم توف حظها
- بمراي جمال منك باللظف مبدع
- ولا رويت منك الصدور فإنها
- مشوقة أنس ظل أعذب منقع
- لئن صدقت فيك العيون بدمعها
- فإن قلوب القوم بالجرح تدعي
- وأن تك قد أمسيت في القفر موحشاً
- فوحشتنا في الحي لم تتقشع
- هو البين يغشى كل خلق فأنفس
- تفانت ودمع سأل في كل مضجع
- وما الناس إلا نازل غير قادم
- ومرتحل ولي على غير مرجع
- بماذا نعزي عنه مهجة والد
- رأوف فؤاد بالشجون مروع
- لقد هاجمته الحادثات مغيرة
- بأذلق حداً من ظباه وأقطع
- على أننا منه عرفنا لدى البلا
- تقلد صبر ليس بالمتزعزع
- وقد خبر الدنيا فلم تأت عنده
- غريباً ولم تبدو بوجه مقنع
- وعرفه الماضي حقيقة قادم
- كقافية في صدر بيت مصرع
- تعود أخذ الرفق في كل حالة
- فما وقعت إلا على قلب أروع
- وقابل هذا الدهر بالحلم فانثنى
- عليه بطبع بالسفاهة مولع
- أمولاي رفقاً أن رزءك في الملا
- تقاسمه الأكباد في كل موضع
- تعز بأنجال كرام أعزة
- لهم في سما علياك أشرف مطلع
- تناول كل منهم المجد تالدا
- وحاز كمال الفخر قبل الترعرع
- فلا ساءت الدنيا بهم لك مهجة
- ولا كدرت أحداثها طيب منجع
- ودم بعد من فارقت بالله سالماً
- عزيزاً ومن فارقت في خير مرتع
المزيد...
العصور الأدبيه