الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> إبراهيم اليازجي >> بعزمك لذ إذا عز النصير >>
قصائدإبراهيم اليازجي
- بعزمك لذ إذا عز النصير
- ولا يعبث بهمتك الفتور
- وأسهر في ظلام الخطب جفناً
- له من فكره قمر منير
- ولا تكل الأمور إلى بنان
- تكون لغيرها تلك الأمور
- فأصدق من سعى لك أنت فيما
- تحاوله وأنت به الجدير
- وقد تلقى الأمور إلى غيور
- ولكن ربما سئم الغيور
- أتم مناك ما تسعى إليه
- بنفسك عامداً لا تستعير
- تناولت البدور ضياء شمس
- فلم تستغن بالشمس البدور
- ولسنا الجاحدين لفضل قوم
- لهم ما بيننا فضل شهير
- رجال أحسنوا صنعاً ولكن
- بما في البيت صاحبه الخبير
- بني أمي أفيقوا من سبات
- لطول زمانه سئم السرير
- إذا مضت الحياة على رقاد
- تشابهت المضاجع والقبور
- معاذ الله من أمر عظيم
- بغي إدراكه هم صغير
- فإن الأمر حيث غدا خطيراً
- يرام ازاءه الجهد الخطير
- فقم بالأمر عن قلب سليم
- يعاضد صدقه العزم الجسور
- ولا تذهب بك الأهواء يوماً
- فراكب سبلها غاو عثور
- أرانا باللسان قد اشتبهنا
- وما يجدي إذا اختلف الضمير
- لكل الطير أجنحة وريش
- ولكن بينها ما لا يطير
- وأن الحق بين الناس شمس
- على أفق العقول لها ظهور
- فمنه لأكبد الجهلاء نار
- ومنه لأعين العقلاء نور
- فهبوا بالتعاضد يا لقومي
- ليحسن من عواقبنا المصير
- ونظفر بعد طول عنا وجهد
- بما سلبته أيدينا الدهور
- ونرفع للحضارة كل صرح
- تمر به السحائب إذ تسير
- ألسنا من سلالة من تحلت
- بذكرهم الصحائف والعصور
- وأبدوا في المعارف كل شمس
- يزان بحسن بهجتها الأثير
- لنقف سبيلهم ونجد دهراً
- بعزم لا يمل ولا يخور
- ولا نفخر بمجدهم قديماً
- فذلك عندنا عار كبير
- أينشيء من تقدمنا المعالي
- فإن بلغت أيادينا تبور
- كأني بالبلاد تنوح حزناً
- وقد أودى ببهجتها الثبور
- يحن الأرز في لبنان شجواً
- وتندب بعد ذاك المجد صور
- وتدمر في دمار مستمر
- وما سكانها إلا النسور
- وأضحت بعلبك وليس فيها
- سوى خرب لعزتها تشير
- تهاجمها الحوادث كل يوم
- كما هجمت على الرخم الصقور
- فلو درت البلاد بما عراها
- لكادت من تلهفها تمور
- فيا لله من حدث مريب
- به تشجى المآقي والصدور
- ولذة أعين نامت ولكن
- سيعقب نومها دمع حرير
- بكم وبسعيكم تبني المعالي
- وينمي روضها الزاهي النضير
- فأنتم أهل نجدتها وإلا
- فليس لها بغيركم ظهير
- وظل الدولة العظمى علينا
- بادراك النجاح لنا بشير
- فذلك فوق دوح العدل غيث
- وذلك حول روض العلم سور
المزيد...
العصور الأدبيه