الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> إبراهيم العريض >> في سكون الليل >>
قصائدإبراهيم العريض
- غفا الكونُ... إلا ما يكون من الصَّبا
- إذا حرَّكتْ مهدَ الزهورِ النواعسِ
- تخالينها - يا ميُّ - طُهراً مُجسَّماً
- على كلّ غصنٍ في الخميلة مائس
- ويحبس من أنفاسها الليلُ ريثما
- يُخالطها بردُ الندى المتقارس
- فتُرسل طِيباً حولها في دوائرٍ
- تدور إلى أنْ يغمرَ الطيبُ هاجسي
- وقد سكنتْ حتى المياهُ كأنها
- هنالك تُصغي في الظلام لهامس
- يُصقّلها مَرُّ النسيمِ فتنجلي
- بها صورُ الأشياءِ شبهُ رواكس
- وينظر في مرآتها النجمُ حائراً
- فليس يرى إلا شرارةَ قابس
- أنزعمُ أن اللهَ أبدع هذهِ
- لنقضيَ ريحانَ الصِّبا في المحابس؟
- ولا طيرَ إلا وهْو طاوٍ جناحَهُ
- على الرأس حتى المنكبين.. كبائس
- تخالينه من لفّهِ الجِيدِ ناعساً
- ولكنّه - يا ميُّ - ليس بناعس
- فإن لذكرى كلِّ لحنٍ شدا بهِ
- سحابةَ يومٍ هزّةً في المغالس
- تُؤرقّه تلك الهواجسُ مَوْهِناً
- فيُشفق من جَرّاء تلك الهواجس
- وكم دوحةٍ في الروض حال سوادُها
- بأنوار بدرٍ شَعَّ بين المغارس
- ليُلبِسَها من نسجه بعد عُرْيها
- نِقاباً لُجَيْنِيَّ السّنا كالعرائس
- وتحت شعاع البدرِ أسفرتِ المنى
- وعاينتُها تحنو حُنوَّ الأوانس
- تعالَي هنا.. نَخلدْ من العمر ساعةً
- يداً بيدٍ في نجوةٍ وتَهامُس
المزيد...
العصور الأدبيه