الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> أنسي الحاج >> شتاءالحاج >>
قصائدأنسي الحاج
- حين أسمعكِ أيتها الأنغامُ، حين أقف، حين أتربَّص بكِ
- أيتها الرسومُ ذاتُ الأصداء
- حسدي يعلو غَرَق اللذَّة،
- ويُقال لي: الوقتُ الذي سبقني طعنني في ظهري!
- وكفتاةِ أعمالٍ
- عيناها جدولٌ من الجَلْدِ
- وكفتاة أعمالٍ عيناها أوسعُ من التاريخ الحيّ
- أقذف القائلَ كما فتاة الأعمالِ تقذف خادمَ القهوةِ
- الصغيرِ
- من رأس الدَّرَج
- وينكبّ الماءُ الساخن على عينيه وبطنهِ
- ويجلدها تعذيبه
- لأنه حمل القهوةَ في وقتٍ كانت تريد إما أنا أو
- رأسي.
- لي صديقٌ «يتونّس» بقنديلٍ
- (بمصباح كهربائي كالقنديل)
- على مكتب منظّم بالفراغ والأسماء
- ويبدو طيّباً وسطَ المدينة.
- لا يقرأ الكتبَ المحرَّمة
- تراقبه أيقونةٌ بيزنطيّة
- كأنما هو شهرُ مريمَ
- يتكرَّم عليَّ بصوت مُبَطَّن بالمعاطف وكرافعةِ
- الأثقالِ
- يبعدني بعيداً ولا يطلب قرشاً
- وعندما يطوف الجميعُ بشتائمي
- يمرّونَ
- فألفّه بالقطن وأحجزهُ
- خلف أذني.
- مهما كان
- ورغم الأحلامِ المغبّشةِ التي أدهمها فجأةً
- فكما أن لي صديقةً هي فتاةُ أعمالٍ وانتهى الأمرُ
- وكما أن لي صديقاً حجزتُه وراء أذني وانتهى الأمرُ
- وكما أني على يديَّ أحمل غيري
- وانتهى الأمرُ
- وكما أني قبل هذا قلتُ هذا وغيره وانتهى الأمرُ
- يمكن أنّ ما أحلم به لن
- أُحقّقَه
- لأن يدي
- من حين إلى حين في الشتاء خاصّةً
- تترك أحمالها وتصبح رشيقةً
- تصبح ولدي
- وتأخذ عطلةً
- وتعطيني من وقتها فتحمل
- منّي
- ورقةً أو دفتراً
- دويُّه الماحي نظري
- يختنق جهراًَ !
المزيد...
العصور الأدبيه