الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> أمين تقي الدين >> هل عند طير الحمى أهلا وجيرانا >>
قصائدأمين تقي الدين
هل عند طير الحمى أهلا وجيرانا
أمين تقي الدين
- هل عند طير الحمى أهلا وجيرانا
- أن الهزار أخاهم طلق البانا
- باتت أغاريده في الأيك رجع صدى
- وبثها الأيك أنات وأشجانا
- قم استمع في حواشي الروض هينمة
- تمتد آنا ويخفى شجوها آنا
- بقية من أناشيد مرجعة
- أمست إذ انقطع الإنشاد إرنانا
- كأن للفن مثل الخمر نشوته
- يمضى الغناء ويبقى السمع نشوانا
- وقفت بالحكمة الزهراء أسألها
- هل الصبا عائد يوما كما كانا
- وأين مني منى لو كان أيسرها
- حقا لطالت يدي في الجو كيوانا
- أرى رؤى عند فجر العمر نائية
- شتى المباهج أشكالا وألوانا
- إذا تفرست فيها قلت من لهفي
- هي الحياة لما سموه إنسانا
- ورب غراء مرت بي فقلت لها
- قفي بنا نتملى منك تبيانا
- لم نستزدك جمالا غير أن بنا
- في الصدر من ذكريات الشوق نيرانا
- أعزز علي بأن ألقاك مالئة
- بالأمس عيني وما نلتقى الآنا
- ما أنس لا أنس أياما حفلن بنا
- صحبا أنسنا إلى الدنيا وأخدانا
- لا ينزل الهم مرتادا منازلنا
- ولا يطوف الأسى وهنا بمغنانا
- كل الغنى عندنا مالا ومنزلة
- بيت من الشعر من غناه أغنانا
- في الأشرفية ملهانا ومبرنا
- فوق التلال وشط النهر ملقانا
- على أعشبت بعدنا تلك الربى ولها
- فيها الشباب وظل الروض فينانا
- حلفت لو نطقت يوما بما سمعت
- لرددت من بديع الشعر ديوانا
- طوى الرفاق بساط اللهو وانطلقوا
- طيرا تشتت أعشاشا وأفنانا
- بلابل ترقص الدنيا فصاحتها
- وأنسر تقتفي في المجد عقبانا
- شدت أواصرها أم اللغات بنا
- فليس يوهنها إلا رزايانا
- بتنا تهاوى شهاب إثر صاحبه
- فتحت كل سماء كوكب بانا
- ألم باللغة الفصحى فروعها
- خطب إذا هانت الأرزاء ما هانا
- بنت البداوة في الصحراء كاسية
- من الحضارة آدابا وعرفانا
- كأنما بابن عقل وحده ثكلت
- قبيلتين معا طيا وشيبانا
- أم غذته فلما شب بر بها
- لم يأل برا ولم يشتط كفرانا
- سل القوافي عنه فهو نابغة
- وإن شأي قومه في الفضل ذبيانا
- أقام في الحكمة الزهراء قبته
- حتى توهمت في لبنان نجرانا
- يلقى روائعة أو يستوي حكما
- فقد نصبناه يوم الشعر ميزانا
- ذو الطيبات التي لم تبل جدتها
- ألمحكمات أساليبا وبنيانا
- أحبب بها بدويات منمقة
- والشعر كالحسن إما زنته ازدانا
- كأنهن قصور الجن صاعدة
- إلى السماوات أبراجا وجدرانا
- قد هذبتها يد فنانة ومشت
- على رفارقها صقلا وإتقانا
- وصورت في الحواشي الضاحكات لها
- عرائسا كبنات الجن غرانا
- وأجرت الماء فيها سلسلا فجرى
- كالوحي همسا وعزف الناي تحنانا
- بروحي العشر روحا حل في كلم
- ورق فاتخذ الأرواح آذانا
- أسائل الراصد الغراء كيف ذوت
- هل حبرها جف أم فولاذها لانا
- لعل فضل بيان صحائفها
- أعانني فبياني شد ما عانى
- عذيرها أن ما لاقيت ناء بها
- سيان نحن دعا ولهان ولهانا
- يا بنت ذي القلم المغوار كل وغى
- شهدتها عز لبنان بها شانا
- لم أدر يوم استفز الضيم نخوته
- حاشت دواتك أم فجرت بركانا
- لولا اليقين الذي أوحى سياسته
- لم يخطىء الظن إخلاصا وإيمانا
- أضاع دعواه عند الطامعين به
- من أكتفى معها بالحب برهانا
- أخي وديعا حواك الخلد فالق به
- شوقي وحافظ يلق الخلد إخوانا
- كانت بمصر جنان الخلد ساجعة
- وزادها اليوم صفوا سجع لبنانا
المزيد...
العصور الأدبيه