الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> أمين تقي الدين >> إيابك يا مولاي والله شاهد >>
قصائدأمين تقي الدين
- إيابك يا مولاي والله شاهد
- إياب به غاياتنا والمقاصد
- قضى الله دهرا أن تغيب وإنما
- قضاء علينا فعل ما الله قاصد
- فبات قضاء المتن نشوان من أسى
- تحار به الأحداث وهو يجاهد
- فلو لم تكن والله علمته لدن
- تسودت فيه الصبر وهو يجالد
- لما عاش حتى عدت ثانية له
- وقد عقدت حوليك فيه المعاقد
- فأحببت آمالا وأنعشت أنفسا
- وعززت أصحابا فذل المعاند
- وضمدت جرح العدل بعد اندماله
- ومثلك من فيه تشد السواعد
- حننت إليه مثل ورقاء أيكة
- كأنك يا مولاي للمتن والد
- فيا حبذا يوما به عدت ظافرا
- وقد رقصت في ملتقاك الجلامد
- ويا حبذا يوما به عز صاحب
- وذل عدو مثلما خاب حاسد
- ويا حبذا يوما به نيلت المنى
- فذا اليوم فيه قد رأى البدر راصد
- سلمت به ركنا وخير معاذه
- فما أحد والله فضلك جاحد
- صبرنا على دهم الشدائد برهة
- وتقتل بالصبر الجميل الشدائد
- وبتنا دياجينا ولم نعرف الكرى
- وهل يعرف النوم امرؤ وهو ساهد
- كأن ليالينا إلى اليوم لم يكن
- دجاها له صبح وربك شاهد
- حللت فحلت في القلوب مسرة
- بعيد جهاد فاز فيه المجاهد
- كأرض سقتها بعد جدب سحائب
- فأمرع منها روضها والفدافد
- كغصن لقد عراه من ثوبه الشتا
- فكاد يلاقي الموت وهو مجالد
- فألبسه فصل الربيع من ألبها
- ثيابا وقد زانته منك قلائد
- كمربع آرام خلا من ظبائه
- فعادت إليه ساكنوه الشوارد
- كنبته ورد شوكت زمن الصبا
- وفي زهرها أضحت تزان الولائد
- عرفناك يا مولاي رب عزيمة
- وتدرك بالعزم الشديد المقاصد
- وحزم لدى الجلي ورأي مسدد
- وصارم عدل فيه ذو الظلم بائد
- عوائد نفس تعلم الذل سبة
- ويا حبذا في المرء تلك العوائد
- تول قضاء المتن وارغم أنوف من
- هم لك يا مولاي فيه حواسد
- وجرد حسام العدل واضرب بحده
- من الجور جيشا لا يزال يعاند
- وأطلع بأفق المتن بدر عدالة
- فيهدي به مرء عن الحق حائد
- وحارب ببيض الأمن واليمن والصفا
- زعانقة البؤسي وعدلك قائد
- وحقق أمانينا عهدناك سيدا
- غيورا له تعنو السراة الأماجد
- وقم وأر المتن المعنى عزائما
- يلين لها قلب الردى والجلامد
- ولا تتقاعد عن ذوي الشر في الورى
- أيثني على ليث الشرى وهو قاعد
- وحسبك مجد ناطح النجم رفعة
- فدانت لدى علياه منه الفراقد
- أهنيء فيك المتن يا من إيابه
- إلى المتن فيه الصفو والأمن عائد
- أهنيء أقواما كثيرا عديدها
- لقد كان أصناها الزمان المعاند
- أهنيء نفسي إذ أراني بعودكم
- إلى المتن قد ثابت به لي الموارد
- ويا بهجة الدنيا تهنأ ولا تزل
- وأنت على هام المفاخر صاعد
- وأرشد إلى نهج الهدى من يضل عن
- طريق الهدى مولاي إنك راشد
- ومتع رعايا المتن بالأمن والصفا
- وربك فيما تبتغي لك عاضد
المزيد...
العصور الأدبيه