الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> أمل دنقل >> كلمات سبارتكوس الأخيرة >>
قصائدأمل دنقل
كلمات سبارتكوس الأخيرة
أمل دنقل
- ( مزج أوّل ) :
- المجد للشيطان .. معبود الرياح
- من قال " لا " في وجه من قالوا " نعم "
- من علّم الإنسان تمزيق العدم
- من قال " لا " .. فلم يمت ,
- وظلّ روحا أبديّة الألم !
- ( مزج ثان ) :
- معلّق أنا على مشانق الصباح
- و جبهتي – بالموت – محنيّة
- لأنّني لم أحنها .. حيّه !
- ... ...
- يا اخوتي الذين يعبرون في الميدان مطرقين
- منحدرين في نهاية المساء
- في شارع الاسكندر الأكبر :
- لا تخجلوا ..و لترفعوا عيونكم إليّ
- لأنّكم معلقون جانبي .. على مشانق القيصر
- فلترفعوا عيونكم إليّ
- لربّما .. إذا التقت عيونكم بالموت في عبنيّ
- يبتسم الفناء داخلي .. لأنّكم رفعتم رأسكم .. مرّه !
- " سيزيف " لم تعد على أكتافه الصّخره
- يحملها الذين يولدون في مخادع الرّقيق
- و البحر .. كالصحراء .. لا يروى العطش
- لأنّ من يقول " لا " لا يرتوي إلاّ من الدموع !
- .. فلترفعوا عيونكم للثائر المشنوق
- فسوف تنتهون مثله .. غدا
- و قبّلوا زوجاتكم .. هنا .. على قارعة الطريق
- فسوف تنتهون ها هنا .. غدا
- فالانحناء مرّ ..
- و العنكبوت فوق أعناق الرجال ينسج الردى
- فقبّلوا زوجاتكم .. إنّي تركت زوجتي بلا وداع
- و إن رأيتم طفلي الذي تركته على ذراعها بلا ذراع
- فعلّموه الانحناء !
- علّموه الانحناء !
- الله . لم يغفر خطيئة الشيطان حين قال لا !
- و الودعاء الطيّبون ..
- هم الذين يرثون الأرض في نهاية المدى
- لأنّهم .. لا يشنقون !
- فعلّموه الانحناء ..
- و ليس ثمّ من مفر
- لا تحلموا بعالم سعيد
- فخلف كلّ قيصر يموت : قيصر جديد !
- وخلف كلّ ثائر يموت : أحزان بلا جدوى ..
- و دمعة سدى !
- ( مزج ثالث ) :
- يا قيصر العظيم : قد أخطأت .. إنّي أعترف
- دعني
- ها أنذا أقبّل الحبل الذي في عنقي يلتف
- فهو يداك ، و هو مجدك الذي يجبرنا أن نعبدك
- دعني أكفّر عن خطيئتي
- أمنحك – بعد ميتتي – جمجمتي
- تصوغ منها لك كأسا لشرابك القويّ
- .. فان فعلت ما أريد :
- إن يسألوك مرّة عن دمي الشهيد
- و هل ترى منحتني " الوجود " كي تسلبني " الوجود "
- فقل لهم : قد مات .. غير حاقد عليّ
- و هذه الكأس – التي كانت عظامها جمجمته –
- وثيقة الغفران لي
- يا قاتلي : إنّي صفحت عنك ..
- في اللّحظة التي استرحت بعدها منّي :
- استرحت منك !
- لكنّني .. أوصيك إن تشأ شنق الجميع
- أن ترحم الشّجر !
- لا تقطع الجذوع كي تنصبها مشانقا
- لا تقطع الجذوع
- فربّما يأتي الربيع
- " و العام عام جوع "
- فلن تشم في الفروع .. نكهة الثمر !
- وربّما يمرّ في بلادنا الصيف الخطر
- فتقطع الصحراء . باحثا عن الظلال
- فلا ترى سوى الهجير و الرمال و الهجير و الرمال
- و الظمأ الناريّ في الضلوع !
- يا سيّد الشواهد البيضاء في الدجى ..
- يا قيصر الصقيع !
- ( مزج رابع ) :
- يا اخوتي الذين يعبرون في الميدان في انحناء
- منحدرين في نهاية المساء
- لا تحلموا بعالم سعيد ..
- فخلف كلّ قيصر يموت : قيصر جديد .
- و إن رأيتم في الطريق " هانيبال "
- فأخبروه أنّني انتظرته مديّ على أبواب " روما " المجهدة
- و انتظرت شيوخ روما – تحت قوس النصر – قاهر الأبطال
- و نسوة الرومان بين الزينة المعربدة
- ظللن ينتظرن مقدّم الجنود ..
- ذوي الرؤوس الأطلسيّة المجعّدة
- لكن " هانيبال " ما جاءت جنوده المجنّدة
- فأخبروه أنّني انتظرته ..انتظرته ..
- لكنّه لم يأت !
- و أنّني انتظرته ..حتّى انتهيت في حبال الموت
- و في المدى : " قرطاجه " بالنار تحترق
- " قرطاجه " كانت ضمير الشمس : قد تعلّمت معنى الركوع
- و العنكبوت فوق أعناق الرجال
- و الكلمات تختنق
- يا اخوتي : قرطاجة العذراء تحترق
- فقبّلوا زوجاتكم ،
- إنّي تركت زوجتي بلا وداع
- و إن رأيتم طفلى الذي تركته على ذراعها .. بلا ذراع
- فعلّموه الانحناء ..
- علّموه الانحناء ..
- علّموه الانحناء ..
المزيد...
العصور الأدبيه