الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> أمل دنقل >> شجوية >>
قصائدأمل دنقل
- لماذا يُتابِعُني أينما سِرتُ صوتُ الكَمانْ?
- أسافرُ في القَاطراتِ العتيقه,
- (كي أتحدَّث للغُرباء المُسِنِّينَ)
- أرفعُ صوتي ليُغطي على ضجَّةِ العَجلاتِ
- وأغفو على نَبَضاتِ القِطارِ الحديديَّةِ القلبِ
- (تهدُرُ مثل الطَّواحين)
- لكنَّها بغتةً..
- تَتباعدُ شيئاً فشيئا..
- ويصحو نِداءُ الكَمان!
- ***
- أسيرُ مع الناسِ, في المَهرجانات:
- أُُصغى لبوقِ الجُنودِ النُّحاسيّ..
- يملأُُ حَلقي غُبارُ النَّشيدِ الحماسيّ..
- لكنّني فَجأةً.. لا أرى!
- تَتَلاشى الصُفوفُ أمامي!
- وينسرِبُ الصَّوتُ مُبْتعِدا..
- ورويداً..
- رويداً يعودُ الى القلبِ صوتُ الكَمانْ!
- ***
- لماذا إذا ما تهيَّأت للنوم.. يأتي الكَمان?..
- فأصغي له.. آتياً من مَكانٍ بعيد..
- فتصمتُ: هَمْهمةُ الريحُ خلفَ الشَّبابيكِ,
- نبضُ الوِسادةِ في أُذنُي,
- تَتراجعُ دقاتُ قَلْبي,..
- وأرحلُ.. في مُدنٍ لم أزُرها!
- شوارعُها: فِضّةٌ!
- وبناياتُها: من خُيوطِ الأَشعَّةِ..
- ألْقى التي واعَدَتْني على ضَفَّةِ النهرِ.. واقفةً!
- وعلى كَتفيها يحطُّ اليمامُ الغريبُ
- ومن راحتيها يغطُّ الحنانْ!
- أُحبُّكِ,
- صارَ الكمانُ.. كعوبَ بنادقْ!
- وصارَ يمامُ الحدائقْ.
- قنابلَ تَسقطُ في كلِّ آنْ
- وغَابَ الكَمانْ!
المزيد...
العصور الأدبيه