الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> أمل دنقل >> الطيور >>
قصائدأمل دنقل
- -1
- الطيورُ مُشردةٌ في السَّموات,
- ليسَ لها أن تحطَّ على الأرضِ,
- ليسَ لها غيرَ أن تتقاذفَها فلواتُ الرّياح!
- ربما تتنزلُ..
- كي تَستريحَ دقائقَ..
- فوق النخيلِ - النجيلِ - التماثيلِ -
- أعمِدةِ الكهرباء -
- حوافِ الشبابيكِ والمشربيَّاتِ
- والأَسْطحِ الخرَسانية.
- (اهدأ, ليلتقطَ القلبُ تنهيدةً,
- والفمُ العذبُ تغريدةً
- والقطِ الرزق..)
- سُرعانَ ما تتفزّعُ..
- من نقلةِ الرِّجْل,
- من نبلةِ الطّفلِ,
- من ميلةِ الظلُّ عبرَ الحوائط,
- من حَصوات الصَّياح!)
- ***
- الطيورُ معلّقةٌ في السموات
- ما بين أنسجةِ العَنكبوتِ الفَضائيِّ: للريح
- مرشوقةٌ في امتدادِ السِّهام المُضيئةِ
- للشمس,
- (رفرفْ..
- فليسَ أمامَك -
- والبشرُ المستبيحونَ والمستباحونَ: صاحون -
- ليس أمامك غيرُ الفرارْ..
- الفرارُ الذي يتجدّد. كُلَّ صباح!)
- -2
- والطيورُ التي أقعدتْها مخالَطةُ الناس,
- مرتْ طمأنينةُ العَيشِ فَوقَ مناسِرِها..
- فانتخَتْ,
- وبأعينِها.. فارتخَتْ,
- وارتضتْ أن تُقأقَىَء حولَ الطَّعامِ المتاحْ
- ما الذي يَتَبقي لهَا.. غيرُ سَكينةِ الذَّبح,
- غيرُ انتظارِ النهايه.
- إن اليدَ الآدميةَ.. واهبةَ القمح
- تعرفُ كيفَ تَسنُّ السِّلاح!
- -3
- الطيورُ.. الطيورْ
- تحتوي الأرضُ جُثمانَها.. في السُّقوطِ الأخيرْ!
- والطُّيُورُ التي لا تَطيرْ..
- طوتِ الريشَ, واستَسلَمتْ
- هل تُرى علِمتْ
- أن عُمرَ الجنَاحِ قصيرٌ.. قصيرْ?!
- الجناحُ حَياة
- والجناحُ رَدى.
- والجناحُ نجاة.
- والجناحُ.. سُدى!
المزيد...
العصور الأدبيه