الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> أحمد محرم >> يا سوء ما حمل البريد ويا لها >>
قصائدأحمد محرم
يا سوء ما حمل البريد ويا لها
أحمد محرم
- يا سوء ما حمل البريد ويا لها
- من نكبة ٍ تدع النفوس شعاعا
- يا رب ما ذنب الذين تتابعوا
- يسترسلون إلى المنون سراعا
- جرحى وما حملوا السيوف لغارة ٍ
- صرعى وما سألوا العدو صراعا
- قالوا الحياة فعوجلوا أن يقرعوا
- عند النداء بتائها الأسماعا
- عزريل نبئ ما أصاب جموعهم
- فارتاب ثم رآهمو فارتاعا
- مرأى ً يشق على العيون ومشهدٌ
- يدمي القلوب ويقصم الأضلاعا
- لما أطل الظلم فيه بوجهه
- ألقى عليه من الحياء قناعا
- ودعا بنيرون الرحيم فما رنا
- حتى تراجع طرفه استفظاعا
- وصفوا المصاب لدنشواي فكبرت
- للمصلحين مقابراً ورباعا
- واستيقنت أن الألى نكبت بهم
- كانوا أبر خلائقاً وطباعا
- يا مصر خطبك في الممالك فادحٌ
- ومصاب أهلك جاوز المسطاعا
- قومٌ يروعهم البلاء مضاعفاً
- وتصيبهم نوب الزمان تباعا
- لاذوا بحسن الصبر حتى زلزلت
- هوج الحوادث ركنه فتداعى
- حملوا القلوب تفور مما تصطلي
- وتمور مما تحمل الأوجاعا
- إن هاجهم طمع الحياة رمى بهم
- خطبٌ يروع منهم الأطماعا
- وإذا أرادوا نهضة ً نفرت لهم
- حمرٌ خلا الوادي فكن سباعا
- سفكوا الدماء بريئة ً وتنمروا
- يرمون شعباً لا يطيق دفاعا
- أخذوه أعزل آمناً متجرداً
- يلقي السلاح وينزع الأدراعا
- أمروا فما نبذ الخضوع ولا عصى
- ونهوا فأذعن رهبة ً وأطاعا
- لم يذكروا إذ نحن نبذل قوتنا
- ونظل صرعى في البيوت جياعا
- بئس الجزاء وربما كان الأذى
- عدلاً لمن يألو العدو قراعا
- جاءوا فقومٌ يضمرون مودة ً
- ورضى ً وقومٌ يضمرون خداعا
- فتكافأ الحزبان في حاليهما
- ومضت حقوق العالمين ضياعا
- لا يستقل الشعب يترك حقه
- ويرى البلاد تجارة ً ومتاعا
- يخشى العدو فلا يطيق تشدداً
- ويهال منه فلا يريد نزاعا
- إن الحياة لأمة ٍ مقدامة ٍ
- تعيي العدو شجاعة ً ومصاعا
- تزجي إليه من الحفاظ جحافلاً
- وتقيم منه معاقلاً وقلاعا
- إن سامها في الحادثات تفرقاً
- عقدت على خذلانه الإجماعا
- وإذا أراد بها الهضيمة أرهقت
- همماً يضيق بها الدهاة ذراعا
- يا رب مصر تول مصر وهب لها
- شعباً يريد لها الحياة شجاعا
- لو سيم يوماً أن يبيع بلاده
- بممالك الدنيا معاً ما باعا
المزيد...
العصور الأدبيه