الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> أحمد شوقي >> مُنتَزَهُ العبَاسِ للمجتلي >>
قصائدأحمد شوقي
مُنتَزَهُ العبَاسِ للمجتلي
أحمد شوقي
- مُنتَزَهُ العبَاسِ للمجتلي
- آمنتُ باللهِ وجنَّاته!
- العيشُ فيه ليس في غيرهِ
- يا طالبَ العيشِ ولذاته
- قصورُ عزٍّ باذخاتُ الذرى
- يودها كسرى مشيداته
- من كل راسي الأصل تحت الثرى
- مُحير النجمِ بِذِرواته
- دارتْ على البحرِ سلاليمهُ
- فبتن أَطواقاً لِلَبَّاتِه
- مُنتظِماتٌ مائجاتٌ به
- مُنمقاتٌ مثلَ لُجَّاتِه
- من الرخامِ الندرِ، لكنها
- تُنازعُ الجوهَرَ قيماته
- من عملِ الإنسِ، سوى أنها
- تُنسي سليمانَ وجِنَّاته
- والريحُ في أَبوابِه، والجوا
- ري مائلاتٌ دون ساحاته
- وغابه منْ سارَ في ظلها
- يأتي على البسفورِ غاباته
- بالطولِ والعرضِ تباهي، فذا
- وافٍ، وهذا عند غاياته
- والرملُ حالٍ بالضحى مذهبٌ
- يُصدِّىء ُ الظلُّ سَبيكاتِه
- وتُرْعة ٌ لو لم تكن حُلوَة ً
- أَنْسَتْ لَمَرْتِينَ بُحَيْراتِه
- أَوْ لم تكنْ ثمَّ حياة َ الثرَى
- لم تبقِ في الوصفِ لحيَّاته
- وفي فمِ البحرِ لمنْ جاءهُ
- لسانُ أرضٍ فاقَ فرضاته
- تَنْحَشِدُ الطَّيْرُ بأَكنافِه
- ويَجمعُ الوحشُ جماعاتِه
- من معزٍ وحشية ٍ، إن جرتْ
- أَرَتْ من الجرْي نِهاياتِه
- أو وثبتْ فالنجمُ من تحتها
- والسورُ في أسرِ أسيراته
- وأرنبٌ كالنملِ إن أحصيتْ
- تنبتُ في الرملِ وأبياته
- يعلو بها الصيدُ ويعلو إذا
- ما قيْصَرُ أَلقَى حِبالاته
- ومن ظِباءٍ في كِناساتِها
- تهيجُ للعاشقِ لوعاته
- والخَيْلُ في الحيِّ عراقِيَّة ٌ
- تَحمِي وتُحمَى في بُيوتاته
- غيرٌّ كأيامِ عزيزِ الورى
- محجَّلاتٌ مثل أوقاته
المزيد...
العصور الأدبيه