الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> أحمد شوقي >> مرَّتْ على الخُفاشِ >>
قصائدأحمد شوقي
مرَّتْ على الخُفاشِ
أحمد شوقي
- مرَّتْ على الخُفاشِ
- مليكة ُ الفراشِ
- تطيرُ بالجموعِ
- سعياً إلى الشموعِ
- فعطفتْ ومالت
- واستضحكت فقالتْ :
- أَزْرَيْتَ بالغرامِ
- يا عاشقَ الظلامِ
- صفْ لي الصديقَ الأسودا
- الخاملَ المُجَرَّدا
- قال: سأَلتِ فيه
- أصدقَ واصفيهِ
- هو الصديقُ الوافي
- الكاملُ الأَوصافِ
- جِوارُهُ أَمانُ
- وسرُّه كتمانُ
- وطرفُه كليلُ
- إذا هفا الخليلُ
- يحنو على العشَّاقِ
- يسمعُ للمشتاق
- وجملة ُ المقالِ
- هو الحبيبُ الغالي
- فقالتِ الحمقاءُ
- وقولها استهزاءُ
- أَين أَبو المِسْكِ الخَصِي
- ذو الثَّمَنِ المُسْتَرْخَصِ
- منْ صاحبي الأميرِ
- الظاهرِ المنيرِ ؟
- إن عُدَّ فيمن أَعرِفُ
- أَسمُو بِه وأَشرُفُ
- وإن سئلتُ عنهُ
- وعن مكاني منهُ
- أُفاخِرُ الأَترابا
- وأَنثني إعجابَا
- فقال : يا مليكهْ
- ورَبَّة َ الأَريكهْ
- إنّ منَ الغُرُورِ
- ملامة َ المغرورِ
- فأَعطِني قفاك
- وامضي إلى الهلاك
- فتركتهْ ساخرهْ
- وذهَبتْ مُفاخِرهْ
- وبعد ساعة ٍ مضَتْ
- من الزمانِ فانقضَتْ
- مَرَّتْ على الخُفَّاشِ
- مليكة ُ الفراشِ
- ناقصة َ الأعضاءِ
- تشكو من الفناءِ
- فجاءَها مُنهَمِكا
- يُضحِكه منها البُكا
- قال : ألم أقل لكِ
- هَلكْتِ أَو لم تَهلِكي
- رُبَّ صديقٍ عبدِ
- أبيضُ وجهِ الودّ
- يَفديك كالرَّئِيسِ
- بالنَّفْسِ والنفيسِ
- وصاحبٍ كالنورِ
- في الحسنِ والظهورِ
- معتكرِ الفؤادِ
- مضيِّع الودادِ
- حِبالُه أَشراكُ
- وقُرْبُه هلاكُ؟
المزيد...
العصور الأدبيه