الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> أحمد شوقي >> ما جلَّ فيهم عيدُك المأْثورُ >>
قصائدأحمد شوقي
ما جلَّ فيهم عيدُك المأْثورُ
أحمد شوقي
- ما جلَّ فيهم عيدُك المأْثورُ
- إلا وأَنت أَجلُّ يا فكتورُ
- ذكروكَ بالمئة السنينَ ، وإنها
- عُمرٌ لمثلكَ في النجوم قصير
- ستدوم ما دامَ البيان ، وما ارتقتْ
- للعالمينَ مداركٌ وشعور
- ولئن حجبتَ فأنت في نظر الورى
- كالنجم لم ير منه الا النور
- لولا التقى لفتحتُ قبركَ للملا
- وسألتُ : أين السيدُ المقبور ؟
- ولقلتُ: يا قومُ انظروا إنجيلكم
- هل فيهِ من قلمِ الفقيدِ سطور ؟
- مَنْ بَعدَه مَلَكَ البيانَ؟ فعندكم
- تاجٌ فقدتم ربهُ وسرير
- مات القريضُ بموتْ هوجو ، وانقضى
- مُلْكُ البيانِ، فأَنتُمُ جُمهور
- ماذا يزيد العيدُ في إجلاله
- وجلاله بيراعه مسطور؟
- فقدتْ وجوه الكائناتِ مصوراً
- نزل الكلام عليه والتصوير
- كُشِفَ الغطاءُ له، فكلُّ عبارة ٍ
- في طَيِّها للقارئين ضَمير
- لم يُعْيِهِ لفظٌ، ولا معنى ً، ولا
- غرضٌ، ولا نظمٌ، ولا منثور
- مسلي الحزينِ يفكُّهُ من حزنهِ
- ويرده لله وهوَ قرير
- ثأرَ الملوك، وظلَّ عندَ إبائه
- يرجو ويأمن عفوه المثؤور
- وأعارَ واترلو جلال يراعهِ
- فجلالُ ذاك السيفِ عنه قصير
- يا أيها البحرُ الذي غمر الثرى
- ومِنَ الثرى حُفَرٌ له وقبور
- أَنت الحقيقة ُ إن تَحَجَّب شخصُها
- فلها على مرَّ الزمانِ ظهور
- ارفعْ حدادَ العالمين وعدْ لهم
- كيما يعيد بائسٌ وفقير
- وانظرْ إلى البُؤساءِ نظرة َ راحمٍ
- قد كان يسعد جمعهم ويجير
- الحالُ باقية ٌ كما صورتها
- من عهد آدَم ما بها تغيير
- البؤس والنُّعْمى على حاليهما
- والحظُّ يعدل تارة ً ويجور
- ومن القويِّ على الضعيف مسيطر
- ومن الغنيِّ على الفقير أمير
- والنفسُ عاكفة ٌ على شهواتها
- تأوي إلى أحقادها وتثور
- والعيشُ آمالٌ تَجِدُّ وتنقضي
- والموتُ أصدقُ ، والحياة ُ غرور
المزيد...
العصور الأدبيه