الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> أحمد شوقي >> لم يَمُتْ مَنْ له أَثَرْ >>
قصائدأحمد شوقي
لم يَمُتْ مَنْ له أَثَرْ
أحمد شوقي
- لم يَمُتْ مَنْ له أَثَرْ
- وحياة ٌ منَ السيرْ
- أدعه غائباً، وإن
- بعدتْ غاية ُ السفر
- آيبُ الفضلِ كلما
- آبتِ الشمسُ والقمر
- ربَّ نورٍ متممٍ
- قد أتانا من الحفر
- إنما الميتُ منْ مشى
- ميتَ الخيرِ والخبَر
- منْ إذا عاشَ لم يفدْ
- وإذا مات لم يَضِر
- ليس في الجاهِ والغِنَى
- منه ظِلٌّ ولا ثمر
- قبُح العِزُّ في القُصو
- رِ إذا ذلَّتِ القصر
- أعوز الحقَّ رائدٌ
- وإلى مصطفى افْتَقَر
- وتمنَّت حياضُه
- هَبَّة َ الصارِمِ الذَّكَر
- الذي ينفذُ المدى
- والذي يَركبُ الخطر
- أَيُّها القومُ، عظِّموا
- واضعالأسِّ والحجر
- أذكروا الخطبة َ التي
- هي من آية َِ الكبر
- لم يرَ الناسُ قبلهَا
- منيراً تحتَ مختضَر
- لستُ أنسى لواءَه
- وهو يَمشي إلى الظَّفَر
- حَشَرَ الناسَ تحتَه
- زمراً إثرها زمر
- وترى الحقَّ حوله
- لا ترى البيضَ والسُّمر
- كلَّما راح أَو غَدا
- نَفَخَ الرُّوحَ في الصُّوَر
- يا أخا النَّفسِ في الصِّبا
- لذَّة ُ الروحِ في الصِّعر
- وخليلاٍ ذخرته
- لم يُقَوَّمْ بمُدَّخَر
- حالَ بيني وبينه
- في فُجاءَاتِه القَدَر
- كيف أجزي مودَّة ً
- لم يَشُبْ صَفْوَها كدَر؟
- غيرَ دَمْعٍ أقولهُ
- قلَّ في الشأنِ أو كثر ؟
- وفُؤادٍ مُعَلَّلٍ
- بالخيالات والذُّكر ؟
- لم ينمْ عنك ساعة ً
- في الأحاديث والسَّمر ؟
- قمْ ترَ القومَ كتلة ً
- مثلَ مَلمومة ِ الصَّخر
- جدَّدوا ألفة َ الهوى
- والإخاءَ الذي شطر
- ليس للخلف بينهم
- أَو لأَسبابه أَثر
- ألَّفتهم روائحٌ
- غادياتٌ من الغِيَر
- وصحوا من منوَّمٍ
- وأفاقوا من الخدر
- أقبلوا نحوَ حقِّهم
- ما لهم غيْرَه وَطَر
- جعلوه خَلِيَّة ً
- شرعوا دونَها الإبَر
- وتواصوا بخطَّة ٍ
- وتداعَوْا لمؤتمر
- وقُصَارَى أولى النُّهَى
- يَتلاقوْنَ في الفِكَر
- آذنونا بموقفٍ
- من جلالٍ ومن خَطَر
- نسمع الليثَ عنده
- دون آجامه زأر
- قُلْ لهم في نَدِيِّهم
- : مصرُ بالباب تنتظِر
المزيد...
العصور الأدبيه