الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> أحمد شوقي >> كانَ لِلغربانِ في العصرِ مَلِيكْ >>
قصائدأحمد شوقي
كانَ لِلغربانِ في العصرِ مَلِيكْ
أحمد شوقي
- كانَ لِلغربانِ في العصرِ مَلِيكْ
- وله في النخلة ِ الكبرى أريكْ
- فيه كرسيٌّ، وخِدْرٌ، ومُهودْ
- لصغارِ الملك أصحابِ العهود
- جاءهُ يوماً ندورُ الخادمُ
- وهوَ في البابِ الأمينُ الحازمُ
- قال: يا فرعَ الملوكِ الصالحينْ
- أنت ما زلتَ تحبُّ الناصحينْ
- سوسة ٌ كانت على القصرِ تدورْ
- جازتْ القصرَ، ودبتْ في الجدور
- فابعث الغربانَ في إهلاكها
- قبلَ أن نهلكَ في أشراكها
- ضحكَ السلطانُ من هذا المقال
- ثم أدنى خادمَ الخير، وقال:
- أنا ربُّ الشوكة ِ الضافي الجناح
- أنا ذو المنقارِ، غلاَّبُ الرياح
- أنا لا أنظرُ في هذي الأمور
- قام بينَ الريحِ والنخلِ خصامْ
- وإذا النخلة ُ أقوى جذعها
- فبدا للريحِ سهلاً قلعها
- فهوتْ للأرضِ كالتلِّ الكبير
- وَهَوَى الديوانُ، وانقضَّ السَّرير
- فدها السلطان ذا الخطبُ المهول
- ودعا خادمه الغالي يقول:
- يا ندورَ الخير، أسعفْ بالصياح
- ما تَرى ما فعلَتْ فينا الرياح؟
- قال: يا مولايَ، لا تسأل ندور
- أنا لا أنظر في هذي الأمور!
المزيد...
العصور الأدبيه