الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> أحمد شوقي >> كاتبٌ محسنُ البيانِ صناعهُ >>
قصائدأحمد شوقي
كاتبٌ محسنُ البيانِ صناعهُ
أحمد شوقي
- كاتبٌ محسنُ البيانِ صناعهُ
- استخَفَّ العقولَ حيناً يَراعُه
- إبنُ مصرٍ، وإنما كلُّ أَرضٍ
- تنطقُ الضادَ مهدهُ ورباعُه
- إنما الشرقُ منزلٌ لم يُفرِّق
- أهله إن تفرَّقتْ أصقاعه
- وطنٌ واحدٌ على الشمس والفص
- حى ، وفي الدمع والجراحِ اجتماعه
- علمٌ في البيان ، وابنُ لواءٍ
- أَخذَ الشرقَ حِقبة ً إبداعه
- حَسْبُه السحرُ من تُراثِ أَبيه
- إن تولَّتْ ، قصوره وضياعه
- إنما السحرُ والبلاغة ُ والحكـ
- ـمة ُ بَيْتٌ، كلاهما مِصراعه
- في يدِ النَّشءِ من بيان المويلحي
- مثلٌ ينفع الشبابَ اتِّباعه
- صورٌ من حقيقة وخيالٍ
- هي إحسانُ فكرهِ وابتداعه
- رُبَّ سجعٍ كمُرْقِص الشعرِ لمّا
- يختلفْ لحنهُ ولا إيقاعه
- أو كسجع الحمامِ لو فصَّلتهُ
- وتأنَّتْ به ، ودقَّ اختراعه
- هو فيه بديعُ كلِّ زمانٍ
- ما بديعُ الزمانِ؟ ما أسجاعه؟
- عجبَ الناسُ من طباعِ المويلحيِّ
- ، وفي الأسدِ خلقه وطباعه
- فيه كِبْرُ اللُّيوثِ حتى على الجو
- ع، وفيها إباؤُه وامتِناعه
- قعب الموتُ في صبورٍ على النز
- عِ، قليلٍ إلى الحياة ِ نِزاعه
- صارع العيشَ حقبة ً ، ليت شعري
- ساعة َ الموتِ كيف كان صِراعه؟
- قهرَ الموتَ والحياة َ ، وقد تح
- كمُ في رائض السِّباع سباعه
- مُهجة ٌ حرّة ٌ، وخُلْقٌ أَبِيٌّ
- عيّ عنه الزمانُ وارتدَّ باعه
- في الثّمانين - يا محمدُ - علمٌ
- لِعليمٍ، وإن تَناهى اطِّلاعه
- لمْ تقاعدتَ دونها وتوانى
- سائقُ الفُلْكِ، واضمحلّ شِراعه؟
- ليس فيه جماحُه واندفاعه
- سيِّدُ المنشئين حَثَّ المطايا
- ومضى في غباره أتباعه
- حطَّهم بالإمام للموت ركبٌ
- يَتلاقى بِطاؤه وسِراعه
- قنَّعوا بالتراب وجهاً كريماً
- كان من رقعة ِ الحياءِ قناعه
- كسنا الفجرِ في ظلال الغوادي
- كرمٌ صفحتاه، هَدْيٌ شُعاعه
- يا وحيداً كأَمسِ في كِسْر بيتٍ
- ضيقٍ بالنَّزيلِ ، رحبٍ ذراعه
- كلُّ بيتٍ تَحلُّه يستوي عندك
- في الزُّهدِ ضِيقُهُ واتِّساعه
- نمْ مليًّا ، فلستِ أولَ ليثٍ
- بفَلاة ِ الإمام طال اضطجاعه
- حولَك الصالحون، طابوا وطابَتْ
- أَكَماتُ الإمامِ منهم وقاعه
- قلَّدوا الشرقَ من جمالٍ وخيرٍ
- ما يئودُ المفنِّدين انتزاعه
- أُسِّسَتْ نهضة ُ البناءِ بقومٍ
- وبقومٍ سما وطالَ ارتفاعه
- كلُّ حيٍّ - وإن تراختْ منايا
- هُ - قضاءُ عن الحياة انقطاعه
- والذي تحرص النفوسُ عليه
- عالمٌ باطلٌ قليلٌ مَتاعه
المزيد...
العصور الأدبيه