الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> أحمد شوقي >> قصرَ الأعزة ِ، ما أعزَّ حماكا! >>
قصائدأحمد شوقي
قصرَ الأعزة ِ، ما أعزَّ حماكا!
أحمد شوقي
- قصرَ الأعزة ِ، ما أعزَّ حماكا!
- وأجلَّ في العلياءِ بدرَ سماكا!
- تتساءلُ العربُ المقدسُ بيتها:
- أَأُعِيدَ بانِي رُكنِه فبَناكا؟!
- وتقولُ إذ تأتيكَ تلتمسُ الهدى :
- سِيَّانِ هذا في الجلال وذاكا
- يا مُلتَقى القمَرَيْنِ، ما أَبهاكَ! بل
- يا مَجْمَعَ البَحْرَين، ما أَصفاكا!
- إنّ الأَمَانَة َ، والجلالة َ، والعُلا
- في هالة ٍ دارتْ على مغناكا
- ما العِزُّ إلا في ثرَى القدَمِ التي
- حَسَدَتْ عليها النيِّراتُ ثراكا
- يا سادسَ الأمراءِ من آبائه
- ما للإمارة ِ مَنْ يُعَدُّ سِواكا
- التركُ تقرأُ باسمِ جدَّك في الوغى
- والعُرْبُ تَذكرُ في الكتاب أَباكا
- نسبٌ لو انتمت النجومُ لعقدهِ
- لتَرَفَّعَتْ أَن تَسكنَ الأَفلاكا
- شرفاً - عزيزَ العصرِ - فتَّ ملوكهُ
- فضلاً، وفاتَ بينهمُ نجلاكا
- لك جنَّة ُ الدنيا، وكوثرها الذي
- يجري به في الملكِ شرطُ غناكا
- ملكٌ رعيتَ اللهَ فيه، مؤيداً
- باسم النبي، موفقاً مسعاكا
- فأَقمتَ أمراً ـ يا أَبا العباسِ ـمأْ
- مونَ السبيلِ على رشيد نهاكا
- إن يَعرضوهُ على الجبال تَهنْ له
- وهيَ الجبالُ، فما أشدَّ قواكا
- بسياسة تقفُ العقولُ كليلة ً
- لا تستطيع لكُنْهِها إدراكا
- وبحكمة ٍ في الحكمِ توفيقيَّة ٍ
- لك يَقتَفي فيها الرجالُ خُطاكا
- مَولايَ، عيدُ الفطرِ صُبحُ سُعودِه
- في مصرَ أسفر عن سنا بشراكا
- فاستقبلِ الآمالَ فيه بشائراً
- وأشائراً تجالى على علياكا
- وتلقَّ أَعيادَ الزمان مُنيرة ً
- فهناؤُه ما كان فيه هَناكا
- أيامكَ الغرُّ السعيدة ُ كلها
- عيدٌ، فعيدُ العالمين بَقاكا
- فليبقَ بيتكَ، وليدمْ ديوانه
- وليحيَ جندكَ، ولتعشْ شوراكا
- وليهنني بك كلّ يومٍ أنني
- في ألفِ عيدٍ من سعودِ رضاكا
- يا أيها الملك الأَريبُ، إليكها
- عذراءَ هامتْ في صفاتِ عُلاكا
- فطوتْ إليكَ البحرَ أَبيضَ نِسبة ً
- لِنظيرهِ المورودِ من يُمناكا
- قدِمَتْ على عيدٍ لبابك بعدما
- قدِمَتْ عليَّ جديدة ً نُعماكا
- أو كلما جادتْ نداكَ رويتي
- سَبَقتْ ثَنايَ بالارتجالِ يداكا؟
- أنتَ الغنيُّ عن الثناِ، فإن تردْ
- ما يُطربُ الملكَ الأَديبَ فهاكا
المزيد...
العصور الأدبيه