الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> أحمد شوقي >> قردٌ رأى الفيلَ على الطريقِ >>
قصائدأحمد شوقي
قردٌ رأى الفيلَ على الطريقِ
أحمد شوقي
- قردٌ رأى الفيلَ على الطريقِ
- مهرولاً خوفاً من التعويقِ
- وكان ذاك القِردُ نصفَ أَعمى
- يُريد يُحْصِي كلَّ شيءٍ عِلما
- فقال: أهلا بأبي الأهوالِ
- ومرْحباً بِمُخْجِلِ الجِبالِ
- نقدي الرؤوسُ رأسكَ العظيما
- فقف أشاهدْ حسنك الوسيما
- للهِ ما أظرفَ هذا القدَّا
- وألطف العظمَ وأبهى الجلدا!
- وأَملَح الأذْنَ في الاستِرسالِ
- كأَنها دائرة ُ الغِربالِ!
- وأَحسَنَ الخُرطومَ حين تاهَا
- كأَنه النخلة ُ في صِباها!
- وظَهرُك العالي هو البِساطُ
- للنفْسِ في رُكوبِه کنبِساطُ
- فعدَّها الفيلُ من السعودِ
- وأمرَ الشاعرَ بالصُّعود
- فجالَ في الظهر بلا توانِ
- حتى إذا لم يَبقَ من مكان
- أَوفى على الشيءِ الذي لا يُذكرُ
- وأدخلَ الاصبعَ فيه يخبرُ
- فاتهم الفيلُ البعوضَ، واضطربْ
- وضيَّقَ الثقب، وصالَ بالذنبْ
- فوقَعَ الضربُ على السليمه
- فلحِقَتْ بأُختِها الكريمه
- ونزل البصيرُ ذا اكتئابِ
- يشكو إلى الفيلِ من المُصابِ
- فقال: لا مُوجِب للندامه
- الحمد لله على السلامه
- من كان في عينيْه هذا الداءُ
- ففي العَمى لنفسِه وقاءُ
المزيد...
العصور الأدبيه