الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> أحمد شوقي >> عظيمُ الناسِ من يبكي العظاما >>
قصائدأحمد شوقي
عظيمُ الناسِ من يبكي العظاما
أحمد شوقي
- عظيمُ الناسِ من يبكي العظاما
- ويَندُبُهُم ولو كانوا عِظاما
- وأَكرَمُ من غمامٍ عندَ مَحْلٍ
- فتى ً يُحيي بمدحتِهِ الكراما
- وما عُذرُ المقصِّر عن جزاءٍ
- وما يَجزِيهُمُ إلا كلاما؟!
- فهل من مُبلِغٍ غليومَ عنِّي
- مقالاً مُرْضِياً ذاك المقاما؟
- رعاكَ الله من ملكٍ هُمامٍ
- تعهَّدَ في الثَّرَى مَلِكاً هُماما
- أَرى النِّسيانَ أَظمأَه، فلمَّا
- وقفتَ بقبرهِ كنتَ الغماما
- تقرِّبُ عهدهُ للناسِ حتى
- تركتَ الجليلَ في التاريخِ عاما
- أتدري أيَّ سلطانٍ تحيِّي
- وأَيَّ مُملَّكٍ تُهدي السَّلاما؟!
- دَعَوْتَ أَجَلَّ أَهلِ الأَرضِ حَرْباً
- وأَشرفَهم إذا سَكنوا سَلاما
- وقفتَ به تذكّرهُ ملوكاً
- تعوَّدَ أن يلاقوهُ قياما !
- وكم جَمَعَتْهُمُ حربٌ، فكانوا
- حدائدها ، وكان هو الحسما
- كلامٌ للبريّة دامياتٌ
- وأَنتَ اليومَ مَنْ ضَمَدَ الكِلاما
- فلما قلتَ ما قد قلتَ عنه
- وأَسمعتَ الممالكَ والأناما
- تساءلتِ البريّة ُ وهيَ كلمى
- أَحُبّاً كان ذاكَ أَمِ انتقاما؟
- وأَنتَ أَجلُّ أَن تُزرِي بِميْتٍ
- وأَنْتَ أَبرُّ أَن تُؤذِي عظاما
- فلو كان الدوامُ نصيبَ ملكٍ
- لنالَ بحدِّ صارمهِ الدواما
المزيد...
العصور الأدبيه