الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> أحمد شوقي >> سِرْ أَبا صالحٍ إلى الله واترك >>
قصائدأحمد شوقي
سِرْ أَبا صالحٍ إلى الله واترك
أحمد شوقي
- سِرْ أَبا صالحٍ إلى الله واترك
- مصرَ في مأْتمٍ وحزنٍ شديد
- هذه غاية ُ النفوسِ، وهذا
- منتهى العيشِ مرهِ والرغيد
- هل ترى الناسَ في طريقك إلا
- نَعْشَ كَهْلٍ تَلاه نعشُ الوَليد؟
- إنّ أَوهَى الخيوطِ فيما بدا لي
- خَيْطُ عيشٍ مُعلَّقٌ بالوريد
- مضغة ٌ بين خفقة ٍ وسكونٍ
- ودَمٌ بينَ جَرْيَة ٍ وجُمود
- أنزلوا في الثرى الوزيرَ، وواروا
- فيه تسعين حِجَّة ً في صُعود
- كنتَ فيها على يَدٍ من حرير
- لليالي، فأصبحتْ من حديد
- قد بلوناكَ في الرياسة حيناً
- فبلوْنا الوزيرَ عبدَ الحميد
- آخذاً من لسانِ فارسَ قسطاً
- وافرَ القسْمِ من لسان لَبِيد
- في ظلال الملوكِ، تُدْنِي إليهم
- كلَّ آوٍ لظلِّكَ الممدود
- لستَ مَنْ مَرَّ بالمعالم مَرّاً
- إنما أنت دولة ٌ في فقيد
- قمْ فحدِّثْ عن السنين الخوالي
- وفُتوحِ المُمَلَّكِين الصِّيد
- والذي مَرَّ بينَ حالِ قديمٍ
- أنتَ أدرى به وحالِ جديد
- وصِف العزَّ في زمان عليٍّ
- واذكر اليمنَ في زمان سعيد
- كيف أسطولهم على كل بحرٍ
- وسراياهمُ على كلِّ بيدِ
- قد تولوا وخلَّفوكَ وفيّاً
- في زمانٍ على الوفيِّ شديد
- فکلْحَقِ اليومَ بالكرام كريماً
- والْقَهم بينَ جَنَّة ٍ وخُلود
- وتقبَّلْ وداعَ باكٍ على فقـ
- ـدك، وافٍ لعهدك المحمود
المزيد...
العصور الأدبيه