الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> أحمد شوقي >> سعْيُ الفَتى في عَيْشِهِ عِبادَهْ >>
قصائدأحمد شوقي
سعْيُ الفَتى في عَيْشِهِ عِبادَهْ
أحمد شوقي
- سعْيُ الفَتى في عَيْشِهِ عِبادَهْ
- وقائِدٌ يَهديهِ للسعادهْ
- لأَنّ بالسَّعي يقومُ الكوْنُ
- والله للسَّاعِينَ نِعْمَ العَونُ
- فإن تشأ فهذه حكايهْ
- تعدُّ في هذا المقامِ غايهْ
- كانت بأرضِ نملة ٌ تنبالهْ
- لم تسلُ يوماً لذة َ البطالهْ
- واشتهرتْ في النمل بالتقشُّف
- واتَّصفَتْ بالزُّهْدِ والتَّصَوُّفِ
- لكن يقومُ الليْلَ مَن يَقتاتُ
- فالبطْنُ لا تَملؤُه الصلاة ُ
- والنملُ لا يَسعَى إليهِ الحبُّ
- ونملتي شقَّ عليها الدأبُ
- فخرجَتْ إلى التِماسِ القوتِ
- وجعلتْ تطوفُ بالبيوتِ
- تقولُ: هل من نَملة ٍ تَقِيَّهْ
- تنعمُ بالقوتِ لذي الوليهْ؟
- لقد عَيِيتُ بالطِّوى المُبَرِّحِ
- ومُنذ ليْلتيْن لم أُسَبِّحِ
- فصاحتِ الجاراتُ: يا للعارِ
- لم تتركِ النملة ُ للصرصارِ!
- متى رضينا مثلَ هذي الحالِ؟
- متى مددنا الكفَّ للسؤالِ؟!
- ونحن في عين الوجودِ أمَّهْ
- ذاتُ اشتِهارٍ بعُلوِّ الهمّهْ
- نحملُ ما لا يصبرُ الجمالُ
- عن بعضِه لو أَنها نِمالُ
- أَلم يقلْ من قولُه الصوابُ:
- ما عِندنا لسائلٍ جَوابُ؟!
- فامضي، فإنَّا يا عجوزَ الشُّومِ
- نرى كمالَ الزهدِ أن تصومي!
المزيد...
العصور الأدبيه