الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> أحمد شوقي >> خُذوا القمَّة َ علماً وبيانا >>
قصائدأحمد شوقي
خُذوا القمَّة َ علماً وبيانا
أحمد شوقي
- واطلُبوا بالعبقريات المدى
- ليس كلُّ الخيلِ يشهدن الرِّهانا
- ابعثو سابقاتٍ نُجُباً
- تملأُ المضمارَ معنًى وعِيانا
- وثِبوا للعزِّ من صَهْوَتِها
- وخذوا المجدَ عِناناً فعنانا
- لا تُثيبوها على ما قلَّدَتْ
- من أَيادٍ، حسداً أَو شَنآنا
- وضئيلٍ من أُساءة ِ الحيِّ لم
- يُعْنَ باللحم وبالشحم اختزانا
- ضامرٍ في سفعة ٍ تحسبه
- نِضْوَ صحراءَ ارتدى الشمسَ دِهانا
- تنكرُ الأَرضُ عليه جسمَه
- واسمُه أعظمُ منها دَوَرانا
- نال عرشَ الطبِّ من امحوتب
- وتَلقَّى من يَديَه الصَّوْلَجانا
- يا لأمحوتبَ من مُسْتأْلِهٍ
- لم يلد إلا حوريّاً هَجانا
- خاشعاً لله، لم يُزْهَ ، ولم
- يُرْهِق النفسَ اغتراراً وافتتانا
- يلمس القدرة لمساً كلّمَا
- قلب الموت وجسَّ الحيوانا
- لو يُرى اللهُ بمصباح لمَا
- كان إلا العلمَ جلّ الله شانا
- في خلالٍ لفتَتْ زهرَ الرُّبى
- وسجايا أَنسَتْ الشَّرْبَ الدِّنانا
- لو أَتاه موجعاً حاسدُه
- سَلّ من جنب الحسودِ السرطانا
- خيرُ مَنْ علَّم في القصر ومَن
- شقّ عن مُستتِر الداءِ الكِنانا
- كلُّ تعليمٍ نراه ناقصاً
- سُلَّمٌ رَثٌّ إذا استعمل خانا
- دَرَكٌ مُستحدَثٌ من دَرَجٍ
- ومن الرِّفعة ما حطَّ الدخانا
- لا عدمنا للسيوطيِّ يداً
- خُلقَتْ للفتْقِ والرتْقِ بَنانا
- تُصْرِف المِشْرَطَ للبُرْءِ كمَا
- صرف الرّمحُ إلى النصر السنانا
- مَدّها كالأَجل المبسوطِ في
- طلب البُرْءِ اجتهاداً وافتنانا
- تجد الفولاذَ فيها محسناً
- أَخذ الرفقَ عليها واللَّيانا
- يدُ "إبراهيمَ لو جئتَ لها
- يذبيح الطيرِ عاد الطيرانا
- لم تَخِطْ للناس يوماً كفناً
- إِنمَا خاطت بقاءً وكِيانا
- ولقد يُؤْسَى ذوو الجرحى بها
- من جراح الدهر، أَو يُشْفَى الحزانى
- نَبغَ الجيلُ على مِشْرطها
- في كفاح الموتِ ضرباً وطِعانا
- لو أَتت قبل نضوج الطبِّ ما
- وَجَدَ التنويمُ عوناً فاستعانا
- يا طِرازاً يبعث اللهُ به
- في نواحِي مُلْكهِ آناً فآنا
- من رجالٍ خُلقوا ألوية ً
- ونجوماً ، وغيوثاً، ورعانا
- قادة الناسِ وإن لم يقربوا
- طَبَعَاتِ الهندِ والسُّمْرَ اللِّدانا
- وغذاء الجيلِ فالجيلِ وإن
- نَسيَ الأجيال كالطفل اللِّبانا
- وهمُ الأَبطالُ كانت حربُهم
- منذ شنُّوها على الجهل عَوانا
- يا أخي ـ والذخرُ في الدنيا أَخٌ ـ
- حاضرُ الخيرِ على الخير أَعانا
- لك عند ابْنِيَ ـ أَو عندي ـ يدٌ
- لستُ آلوها ادكاراً وصِيانا
- حَسُنَتْ منّي ومنه موقعاً
- فجعلنا حِرْزها الشكرَ الحُسانا
- هل ترى أنت؟ فإني لم أجدْ
- كجميلِ الصُّنعِ بالشكر اقترانا
- وإذا الدنيا خلَتْ من خيِّرٍ
- وخَلَتْ من شاكر هانت هَوانا
- دفع الله «حُسَيْناً» في يدٍ
- كيد الأَلطافِ رِفْقاً واحتضانا
- لو تناولتُ الذي قد لمستْ
- منه ما زدْتُ حِذاراً وحَنانا
- جرحُه كان بقلبي، يا أَباً
- لا أُنَبَّيه بجُرُحِي كيف كانا؟
- لطف اللهُ فعوفينا معاً
- وارتهنّا لكَ بالشكر لسانا
المزيد...
العصور الأدبيه