الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> أحمد دحبور >> جنسية الدمع >>
قصائدأحمد دحبور
- صباح من الغبش الحلو يفتح باب النهار
- نهار من الصحو إلا بقايا الغبار
- مدارس من أمل,و الأمل
- ترجل عن حلم في عيون الكبار
- إلى فرح يرتجل
- فمن أين خوذة هذا المسربل بالبقع السود؟
- كيف انطوى العشب تحت الفتى و تلون بالزهر؟
- خل كان يدري اله الجنود,
- بما سوف يدري إذا أطلقوا النار؟
- اسمع صفارة, و أرى صوت حوامّة في السحابة,
- يرمي الجنود حروف الكتابة بالجمر,
- فالحال في حالة....... و يئن المضارع,
- والشارع الآن جملة حرب,
- دريئتهم كل راس و قلب,
- أصابوا النهار,
- إصابته غير قاتلة,
- فالرصاصة في كتف الفجر,
- و النهر يجري
- و روح العصافير تسري
- و ما هي إلا دقائق,
- ما هي إلا رقائق من شجر الورد و الصبر,
- حتى يطير الجناحان,
- والنهر يجري فلا يملا البحر,
- يصعد من رئة البحر البحر قوسا قزح
- و ما هي إلا حدائق كانت نساء,
- و أزواجهن, و طفلين
- حتى يسيل الصباح دماءً,
- تغذي مجنزرة بالوقود
- فيربض فيها اله الجنود و يضحك
- تبكي ملائكة غادرت قبر يوسف,
- تعجز عن أن ترد الكلام الذي ,
- لم يصل, بعد,إسماع تلميذتين
- فأسمع دمع السحابة,
- من رامة الله تسري إلى طولكرم
- ونابلس و الخليل
- إلى خان يونس
- من صخرة القدس حتى رفح
- و تبكي ملائكة جاورت قبر يوسف
- سيدنا الخضر في بئر زيت
- سيدخل في كل موت
- و يخرج من نخلة ضربت موعدا ً للقيامة في عمق دير البلح
- و نعرف جنسية الدمع منذ بكى آ دم,
- يا فلسطين,
- يا دمعة الله،
- للحزن أن يترجل يوما ً, ليدخل,من بيت لحمك,طفل الفرح
- و نعرف ماذا يخبئ, في الدمع,هذا القطار
- ولكن أيرجع من ذهبوا؟
- لقد ذهبوا ليعيدوا النهار
- و لكنهم ذهبوا
- و لسنا نكابر...بل هدنا التعب
- سنفقدكم كلما هدأ البيت
- هم عودونا:إذا حضروا يزهر الصخب
- سنفقد من يكسر الصحن,
- ينكسر الشر فينا
- ولا ينتهي الشغب الحلو,
- يا روحهم انت... يا شغب
- عزاء,و كيف العزاء بمن ذهبوا؟
- أنزعم,في غفلة,أنهم هربوا؟
- وعند المساء يجيئون بالكتب المدرسية,
- و القدس,
- و الفرح و المرتجي... والنهار
- سيبعث أصغرهم بكراريس إخوته.. ويدور الشجار
- و نضحك,
- نفتح نافذة فنرى أفقا ً لا تعكره البقع السود,
- يمضي الجنود و يبقى الصغار
- سنكتشف البحر,
- نسرح في السهل,
- نصغي لنبض الحصاة بقلب الجبل
- و نوقظ,من نومه,جبلا غارقا في الأمل
- سنفعل هذا و اكثر,نضحك ...نبكي
- سيصبح هذا ربابتنا...و سنحكي
- و لكن لماذا يباهتنا الدمع؟
- يا أملا ذهبوا ليجيئوا به...فلتجئ
- و يا قمرا ذهبوا يقطفون لنا ضوءه..فلتضئ
- ويا غد...
- فلنبتدىء يا غد الغد يا غدنا
- لقد نام عمرا,و آن له أن يفيق الجبل
- وآن لنا.....
المزيد...
العصور الأدبيه