الأدب العربى >> الشعر >> العصر الجاهلي >> قيس بن الخطيم >> تروح من الحسناء >>
قصائدقيس بن الخطيم
- تَرُوحُ مِن الحُسْناء أمْ أنتَ مُغتدِي
- وكَيْفَ انْطِلاقُ عاشقٍ لَمْ يُزَوَّدِ
- تَرَاءتْ لَنا يَوْمَ الرَّحيلِ بمُقْلَتيْ
- غَرِيرٍ بمُلْتَفٍّ مِن السِّدْرِ مُفْرَدِ
- وَجِيدٍ كجِيدِ الرِّئمِ صَافٍ، يَزِينُهُ
- تَوَقُّدُ ياقُوتٍ وفَصْلِ زَبَرْجَدِ
- كأنَّ الثُّرَيّا فَوْقَ ثُغْرَةِ نَحْرِها
- تَوَقَّدُ في الظَّلْماء أيّ تَوَقُّدِ
- ألا إنَّ بَيْنَ الشَّرْعَبيّ ورَاتِجٍ
- ضِرَاباً كتَخْذِيمِ السَّيالِ المُعضَّدِ
- لـها حائطانِ المَوتُ أسْفَلَ مِنْهُما
- وَجَمْعٌ متى يُصْرَخْ بيَثْرِبَ يُصْعِدِ
- تَرَى اللاَّبَةَ السّوْداءَ يَحْمرُّ لَوْنُها
- ويُسْهِلُ مِنْها كلُّ رِيعٍ وَفَدْفَدِ
- لعَمْري لَقدْ حالَفْتُ ذُبْيانَ كُلَّها
- وَعَبْساً على ما في الأديمِ المُمَدَّدِ
- وأقْبَلْتُ من أرْضِ الحجاز بحَلْبةٍ
- تَغُمُّ الفَضاءَ كالقَطا المُتَبَدِّدِ
- تَحَمّلْتُ ما كانتْ مُزَيْنةُ تَشْتكي
- منَ الظُّلْمِ في الأحلافِ حملَ التغمّدِ
- أرَى كثْرَةَ المَعْرُوفِ يورِثُ أهْلَهُ
- وسَوَّدَ عَصْرُ السَّوْءِ غَيْرَ المُسَوَّدِ
- إذا المَرْءُ لم يُفْضِلْ ولم يَلْقَ نجْدةً
- معَ القَومِ فَلْيَقْعُدْ بِصُغْرٍ ويَبعَدِ
- وإنّي لأغْنى النّاسِ عَنْ مُتكلِّفٍ
- يَرَى النّاسَ ضُلاَّلاً وليس بمُهْتدي
- كَثِيرِ المُنى بالزَّاد، لا خَيْرَ عِندَهُ
- إذا جاعَ يوماً يَشْتَكِيهِ ضُحى الغدِ
- نَشا غُمُراً بَوراً شَقِيّاً مُلَعَّناً
- ألَدَّ كأنَّ رأسَهُ رأسُ أصْيَدِ
- وَذي شيمَةٍ عَسْراءَ تَسْخَطُ شيمتي
- أقولُ لـه: دَعْني ونفْسَكَ أرْشِدِ
- فما المالُ والأخلاقُ إلاَّ مُعَارَةٌ
- فما اسْطَعْتَ من مَعْرُوفها فتَزوَّدِ
- مَتى ما تَقُدْ بالباطلِ الحقَّ يأبَهُ
- وإنْ قُدْتَ بالحقّ الرَّواسيَ تَنْقَدِ
- مَتى ما أتَيْتَ الأمْرَ مِنْ غَير بابهِ
- ضَلِلْتَ وإنْ تَدخُلْ من الباب تهتدِ
- فَمَنْ مُبْلِغٌ عنّي شَرِيدَ بنَ جابرٍ
- رَسولاً إذا ما جاءهُ وابنَ مَرْثَدِ
- فأقْسَمْتُ لا أُعْطي يَزِيدَ رَهِينَةً
- سِوَى السّيْفِ حتى لا تَنُوء لـه يدي
- فلا يُبْعِدَنْكَ اللّهُ عبدَ بن نافذٍ
- ومَنْ يَعْلُهُ رُكْنٌ من التُّرْبِ يَبعَدِ
المزيد...
العصور الأدبيه