الأدب العربى >> الشعر >> العصر الجاهلي >> عدي بن زيد >> لم أر مثل الفبيان في غبن الأ >>
قصائدعدي بن زيد
لم أر مثل الفبيان في غبن الأ
عدي بن زيد
- لَم أَرَ مِثلَ الفِبيانِ في غَبَنِ الأَ
- يّامِ يَنسونَ ما عَواقِبُها
- يَنسونَ إِخوانَهُم وَمَصرَعَهُم
- وَكَيفَ تَعتاقُهُم مَخالِبُها
- ماذا تَرَجّي النُفوسُ مِن طَلَبِ الخَيرِ
- وَحُبُّ الحَياةِ كارِبُها
- تَظُنُّ أَن لَن يُصيبَها عَنَتُ الدَهرِ
- وَرَيبُ المَنونِ صائِبُها
- ما بَعدَ صَنعاءَ كانَ يَعمُرُها
- وُلاةُ مُلكٍ جَزلٌ مَواهِبُها
- رَفَّعَها مَن بَني لَدى قَزَعِ
- المُزنِ وَتَندى مِسكاً مَحارِبُها
- مَحفوفَةٌ بِالجِبالِ دونَ عُرى
- الكائِدِ ما تُرتَقى غَوارِبُها
- يَأنَسُ فيها صَوتُ النُهامِ إِذا
- جاوَبَها بِالعَشِيِّ قاصِبُها
- ساقَت إِلَيها الأَسبابُ جُندَ بَني
- الأَحرارِ فُرسانُها مَواكِبُعل
- وَفُوِّزَت بِالبِغالِ توسَقُ بِا
- لحتفِ وَتَسعى بِها تَوالِبُها
- حَتّى رَآها مِن طَرَفِ
- المُنقَلِ مُخضَرَّةً كَتائِبُها
- يَومَ يُنادونَ آلَ بَربَرَ
- وَاليَكسومُ لا يُفلِتَنَّ هارِبُها
- فَكانَ يَومٌ باقي الحَديثِ وَزا
- لَت أُمَّةٌ ثابِتٌ مَراتِبُها
- وَبُدِّلَ الفَتحُ بِالزَرافَةِ وَالأَيّامُ
- جونٌ جَمٌّ عَجائِبُها
- بَعدَ بَني تُبَّعٍ نَخاوِرَةً
- قَدِ اِطمَأَنَّت بِها مَرازِبُها
- وَالحَضرُ صابَت عَلَيهِ داهِيَةٌ
- مَن فَوقِهِ أَيِّدٌ مَناكِبُها
- رَبِيَّةٌ لَم تُوَقِّ وَالِدَها
- يُحِبُّها إِذ أَضاعَ راقِبُها
- إِذ غَبَقَتهُ صَهباءَ صافِيَةً
- وَالخَمرُ وَهلٌ يَهيمُ شارِبُها
- وَأَسلَمَت أَهلَها بِلَيأَتِها
- تَظُنُّ أَنَّ الرَئيسَ خاطِبُها
- في لَيلِةٍ لا يُرى بِها أَحَدٌ
- يَحكي عَلَيها إِلا كَواكِبُها
- فَكانَ حَظُّ العَروسِ إِذ جَشَرَ
- الصُبحُ دِماءً تَجري سَبائِبُها
- وَخُرِّبَ الحَضرُ وَاِستُبيحَ وَقَد
- أُحرِقَ في خِدرِها مَشاجِبُها
المزيد...
العصور الأدبيه