الأدب العربى >> الشعر >> العصر الجاهلي >> عبيدة بن الابرص >> هل الأيام راجعة؟ >>
قصائدعبيدة بن الابرص
- بانَ الخَليطُ الأُولى شاقوكَ إذ شَحَطوا
- وَفي الحُدوجِ مَهاً أعْنَاقُها عِيَطُ
- ناطُوا الرِّعاثَ لِمَهْوًى لَوْ يَزِلُّ بهِ
- لانْدَقّ دُونَ تَلاقي اللَّبّةِ القُرُطُ
- هَلِ اللّياليُ وَالأيّامُ رَاجِعَةٌ،
- أيّامُ نحنُ وَسَلْمى جِيرَةٌ خُلُطُ
- إذْ كُلُّنَا وَمِقٌ رَاضٍ بِصَاحِبِهِ
- لا يَبْتَغي بَدَلاً فالعَيشُ مُغْتَبِطُ
- وَالشَّملُ مُجتَمِعٌ فاعْتَاقَهُ قِدَمٌ،
- وَالدّهرُ منهُ على التّحيِفِ وَالفُرُطِ
- عَهدي بهمْ يَوْمَ جَزْعِ القاع من رَمَق،
- وَالصَّفْحُ قد زَالَ بالأحداجِ وَالغُبُطِ
- وَالعِيسُ مُدبِرَةٌ تَهوِي بِأرْكُبِها،
- كَأنّهُنّ نَعَامٌ نُفَّرٌ مُعُطُ
- فَوَرَدَتْ ماءَ جَزْعٍ عَنْ شَمَائِلِها
- في سَبْسَبٍ مُقفِرٍ حُمرٌ بهِ اللَّغَطُ
- تَرَى لَهُنّ عَزِيفاً في مَوَاثِبِهِ
- إذا هُمُ لَبِثُوا لِلْماء وَافتَرَطُوا
- وَتُصْبحُ الجُونُ حَسْرَى في مَناهِلِها
- وَالكُدْرُ قد قَصُرَتْ عن وِرْدَها الوُقُطُ
- وَعَنْ أيَامِنِها الأطْوَاءُ مُصْعِدَةٌ
- قَد شَارَفُوا فَرَحَ الأوْتَادِ أوْ وَسَطُوا
- رَوْضَ القَطا من جَنوبِ السِّدرِ من خِيَم
- فالمُحتَبي فأجازُوا الدَّوَّ أوْ هَبَطُوا
- يَجْتَابُ مَهْمَهَةً يَهْمَاءَ صَمْلَقَةً
- سَكْنُ الخلائقِ حادي الأُدمِ مُقتسِطُ
- مُشَمِّرٌ خَلَقٌ سِرْبَالُهُ مَشِقٌ
- قاذُورَةٌ فَائِلٌ مُغَذْمِرٌ قَطَطُ
- يُكَلِّفُ الغَوْلَ منها كُلَّ نَاجِيَةٍ،
- بَعدَ الـهَجِيرِ، بإرْقالٍ، وَيَلْتَبِطُ
- فَظِلْتُ أُتْبِعُهُمْ عَيْناً على طَرَبٍ
- إنْسَانُها غَرِقٌ في مائِها مَغِطُ
- وَكلُّ مُجتَمِعٍ لا بُدَّ مُفْتَرِقٌ،
- وَكُلُّ ذي عُمُرٍ يَوْماً سَيُحتَنَطُ
- وَفِتْيَةٌ كَلُيُوثِ الغَابِ مِنْ أسَدٍ
- ما للنّدى عَنهُمُ نَزْحٌ وَلا شَحَطُ
- بِيضٌ بَهاليلُ يَنْفي الجهلَ حِلمُهمُ،
- وَتَفْزَعُ الأرْضُ منهم إن همُ سخطوا
- إذا تَخَمّطَ جَبّارٌ ثَنَوْهُ إلى
- ما يَشتَهونَ وَلا يُثْنَوْنَ إن خَمِطُوا
- وَالفارِجو الكَرْبِ وَالغُمّى بِرَأيِهِمُ
- إذا تَشَابَهَتِ الأهْوَاءُ وَالصُّرُطُ
- وَالقائِلُو الفَصْلِ لا تَنآدُ طِينَتُهُمْ،
- وَما لِقَوْلِهِمُ خَلْفٌ وَلا مَيَطُ
- وَالخالِطو مُعسِرٍ منهم بِموسِرِهِمْ،
- وَأكْرَمُ النّاسِ مَطرُوقاً إذا اختُبطوا
- مُرُّو اللّقاء ومُبقو العَقدِ إن عَقَدوا
- إذا أضَاعَ مِنَ المِيثَاقِ مُشْتَرِطُ
- رُجْحٌ، إذا حَضَرَ النّادي، حُلومُهمُ
- وَفِيهِمُ الزَّغْفُ وَالخَطّيُّ وَالرُّبُطُ
- وَالمَشْرَفِيّةُ مَفْلُولٌ ضَوَارِبُهَا
- يَوْمَ اللّقَاء وَأيْدٍ بالنّدَى سَبِطُ
- لا يَحْسِبُونَ غِنًى يَبقى وَلا عَدَماً
- إذا رَأى ذاكَ مِنْهُمْ مَعشَرٌ فُرُطُ
المزيد...
العصور الأدبيه