الأدب العربى >> الشعر >> العصر الجاهلي >> عبيدة بن الابرص >> در در الشباب! >>
قصائدعبيدة بن الابرص
- لَيْسَ رَسْمٌ على الدَّفِينِ بِبَالي،
- فَلِوَى ذَرْوَةٍ فَجَنْبَيْ أُثَالِ
- فَالمَرَوْرَاةُ فَالصّحِيفَةُ قَفْرٌ،
- كلُّ وَادٍ وَرَوْضَةٍ مِحْلالِ
- دَارُ حَيٍّ أصَابَهُمْ سَالِفُ الدّهْـ
- ـرِ فأضْحَتْ دِيارُهمْ كَالخِلالِ
- مُقْفِرَاتٍ إلاّ رَمَاداً غَبِيّاً
- وَبَقَايَا مِنْ دِمْنَةِ الأطْلالِ
- وأوَارِيَّ قَدْ عَفَوْنَ وَنُؤياً
- وَرُسُوماً عُرِّينَ مُذْ أحْوَالِ
- بُدِّلَتْ مِنْهُمُ الدّيَارُ نَعَاماً
- خَاضِبَاتٍ يُزْجِينَ خَيْطَ الرِّئَالِ
- وَظِبَاءً كأنّهُنّ أبَارِيـ
- ـقُ لُجَينٍ، تَحْنُو على الأطْفالِ
- تِلْكَ عِرْسِي تَرُومُ قِدْماً زِيَالي
- ألِبَينٍ تُرِيدُ أمْ لِدَلالِ
- إنْ يَكُنْ طِبُّكِ الدّلالَ فَلَوْ في
- سَالِفِ الدّهْرِ وَاللّيَالي الحَوَالي
- أنْتِ بَيْضَاءُ كَالمَهَاةِ، وَإذْ آ
- تِيكِ نَشْوَانَ مُرْخِياً أذْيَالي
- فَاتْرُكي مَطَّ حاجِبَيْكِ وَعِيشي
- مَعَنَا بِالرّجَاء وَالتّأمَالِ
- أوْ يَكُنْ طِبُّكِ الزِّيَلَ فإنَّ الـ
- ـبَيْنَ أنْ تَعْطِفي صُدورَ الجِمَالِ
- زَعَمَتْ أنّني كَبِرْتُ وَأنّي
- قَلّ مالي وَضَنّ عَنّي المَوَالي
- وَصَحَا بَاطِلي وَأصْبَحْتُ كَهْلاً
- لا يُؤاتي أمْثَالَهَا أمْثَالي
- إنْ رَأتْني تَغَيّرَ اللّوْنُ مِنّي،
- وَعَلاَ الشّيْبُ مَفْرِقِي وَقَذَالي
- فَبِمَا أدْخُلُ الخِبَاء عَلى مَهْـ
- ـضُومَةِ الكَشْحِ طَفْلَةٍ كالغَزَالِ
- فَتَعاطَيْتُ جِيدَهَا ثُمّ مَالَتْ
- مَيَلانَ الكَثِيبِ بَينَ الرّمَالِ
- ثمّ قَالَتْ فِدًى لنَفْسِكَ نَفْسِي،
- وَفِدَاءٌ لِمَالِ أهْلِكَ مَالي
- فَارْفُضِي العاذِلينَ وَاقْنَيْ حَيَاءً
- لا يَكُونُوا عَلَيكِ حَظَّ مِثَالي
- وَبِحَظٍّ مِمّا نَعِيشُ فَلا تَذْ
- هَبْ بِكِ التُّرَّهاتُ في الأهْوَالِ
- مِنْهُمُ مُمْسِكٌ وَمِنْهُمْ عَدِيمٌ
- وَبَخِيلٌ عَلَيْكِ في بُخّالِ
- وَاتْرُكي صِرْمَةً على آلِ زَيْدٍ
- بِالقُطَيْباتِ كُنَّ أوْ أَوْرَالِ
- لَمْ تَكُنْ غَزْوَةَ الجِيَادِ وَلَمْ يُنْـ
- ـقَبْ بِآثَارِهَا صُدُورُ النِّعَالِ
- دَرَّ دَرُّ الشّبَابِ وَالشَّعَرِ الأسْـ
- ـوَدِ وَالرَّاتِكَاتِ تَحْتَ الرّحَالِ
- وَالعَنَاجِيجِ كَالقِدَاحِ مِنَ الشَّو
- حَطِ يَحْمِلْنَ شِكّةَ الأبْطَالِ
- وَلَقَدْ أذْعَرُ السُّرُوبَ بِطِرْفٍ
- مِثْلِ شَاةِ الإرَانِ غَيرِ مُذَالِ
- غَيرِ أقْنَى وَلا أصَكَّ وَلَكِنْ
- مِرْجَمٌ ذُو كَرِيهَةٍ وَنِقَالِ
- يَسْبِقُ الألْفَ بالمُدَجَّجِ ذي القَوْ
- نَسِ حَتّى يَؤوبَ كَالتّمْثَالِ
- فَهْوَ كَالمِنْزَعِ المَرِيشِ مِنَ الشَّوْ
- حَطِ مَالَتْ بهِ شِمَالُ الُمغَالي
- يَعْقِرُ الظّبْيَ وَالظّلِيمَ وَيُلْوِي
- بِلَبُونِ المِعْزَابَةِ المِعْزَالِ
- وَلَقَدْ أقْدُمُ الخميسَ على الجرْ
- داء ذاتِ الجِرَاء وَالتَّنْقالِ
- فَتَقِيني بِنَحْرِهَا وَأقِيهَا
- بِقَضِيبٍ مِنَ القَنَا غَيرِ بَالي
- وَلَقَدْ أقْطَعُ السَّبَاسِبَ وَالشُّهْـ
- ـبَ عَلى الصَّيْعَرِيّةِ الشِّمْلالِ
- ثُمّ أبْرِي نِحَاضَهَا فَتَرَاهَا
- ضَامِراً بَعْدَ بُدْنِهَا كالـهِلالِ
- عَنْتَرِيسٍ كَأنّهَا ذُو وُشُومٍ
- أحْرَجَتْهُ بِالجَوّ إحْدَى اللّيَالي
المزيد...
العصور الأدبيه