الأدب العربى >> الشعر >> العصر الجاهلي >> عبيدة بن الابرص >> دار هند >>
قصائدعبيدة بن الابرص
- يا دارَ هِنْدٍ عَفَاها كُلُّ هَطّالِ
- بِالجَوّ مِثْلَ سَحِيقِ اليُمْنَةِ البَالي
- جَرَتْ علَيها رِياحُ الصّيفِ فاطّرَدتْ،
- وَالرّيحُ فِيها تُعَفّيها بِأذْيَالِ
- حَبَسْتُ فيها صِحابي كَيْ أُسائِلَها،
- وَالدّمْعُ قَد بَلَّ منّي جَيبَ سِرْبالي
- شَوْقاً إلى الحَيّ، أيّامَ الجَميعُ بِهَا
- وَكَيفَ يَطْرَبُ أوْ يَشْتَاقُ أمْثَالي
- وَقَدْ عَلا لِمّتي شَيْبٌ فَوَدّعَني
- مِنْها الغَوَاني وَداعَ الصّارِمِ القَالي
- وَقَدْ أُسَلّي هُمُومي حينَ تَحضُرُني
- بِجَسْرَةٍ كَعَلاةِ القَينِ شِمْلالِ
- زَيَافَةٍ بِقُتُودِ الرَّحْلِ نَاجِيَةٍ،
- تَفْرِي الـهَجِيرَ بِتَبْغيلٍ وَإرْقَالِ
- مَقْذوفَةٍ بِلَكيكِ اللّحْمِ عن عُرُضٍ
- كَمُفْرَدٍ وَحَدٍ بِالجَوّ ذَيّالِ
- هَذا، وَرُبَّتَ حَرْبٍ قد سَمَوْتُ لـهَا
- حَتى شَبَبْتُ لـها ناراً بإشْعَالِ
- تَحْتي مُضَبَّرَةٌ جَرْداءُ عِجْلِزَةٌ،
- كالسّهْمِ أرْسَلَهُ مِن كَفّهِ الغالي
- وَكَبْشِ مَلْمُومَةٍ بادٍ نَوَاجِذُهُ،
- شَهْبَاءَ ذاتِ سَرَابيلٍ وَأبْطَالِ
- أوْجَرْتُ جُفْرَتَهُ خُرْصاً فَمالَ بِهِ
- كما انثَنَى مُخضَدٌ من ناعمِ الضَّالِ
- وَلَهْوَةٍ كَرُضَابِ المِسْكِ طالَ بِهَا
- في دَنّها كَرُّ حَوْلٍ بَعدَ أحْوَالِ
- بَاكَرْتُها قَبْلَ ما بَدا الصّبَاحُ لَنَا
- في بَيْتِ مُنهمِرِ الكَفّينِ مِفْضَالِ
- وَعَبْلَةٍ كَمَهَاةِ الجوّ نَاعِمَةٍ
- كأنّ رِيقَتَهَا شِيبَتْ بِسَلْسَالِ
- قَدْ بِتُّ أُلْعِبُها وَهْناً وَتُلْعِبُني،
- ثمّ انصَرَفْتُ وَهِيْ مِنّي على بالِ
- بَانَ الشّبَابُ فآلى لا يُلِمُّ بِنَا،
- وَاحْتَلَّ بي من مُلِمّ الشّيبِ مِحلالُ
- وَالشَّيْبُ شَينٌ لمَنْ يحتَلُّ ساحَتَهُ،
- للَّهِ دَرُّ سَوَادِ اللِّمّةِ الخالي
المزيد...
العصور الأدبيه