الأدب العربى >> الشعر >> العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> وعاذِلَةٍ هبت بلَيْلٍ تلُومُني >>
قصائدحاتم الطائي
وعاذِلَةٍ هبت بلَيْلٍ تلُومُني
حاتم الطائي
- وعاذِلَةٍ هَبّتْ بلَيْلٍ تَلُومُني
- وقد غابَ عَيّوقُ الثّرَيّا، فعَرّدا
- تَلومُ على إعطائيَ المالَ، ضِلّةً
- إذا ضَنّ بالمالِ البَخيلُ وصَرّدا
- تقولُ: ألا أمْسِكْ عليكَ، فإنّني
- أرى المالَ، عند المُمسكينَ، مُعبَّدا
- ذَريني وحالي، إنّ مالَكِ وافِرٌ
- وكلّ امرِىءٍ جارٍ على ما تَعَوّدا
- أعاذِلَ! لا آلُوكِ إلاّ خَليقَتي
- فلا تَجعَلي، فوْقي، لِسانَكِ مِبْرَدا
- ذَرِيني يكُنْ مالي لعِرْضِيَ جُنّةً
- يَقي المالُ عِرْضِي، قبل أن يَتَبَدّدا
- أرِيني جَواداً ماتَ هَزْلاً، لَعَلّني
- أرَى ما تَرَينَ، أوْ بَخيلاً مُخَلَّدا
- وإلاّ فكُفّي بَعضَ لومكِ، واجعلي
- إلى رأيِ مَن تَلحَينَ، رأيَكِ مُسنَدا
- ألَمْ تَعلَمي أنّي، إذا الضّيفُ نابني
- وعزّ القِرَى، أقري السديف المُسرْهدا
- أُسَوَّدُ ساداتِ العَشيرَةِ، عارِفاً
- ومن دونِ قوْمي، في الشدائد، مِذوَدا
- وأُلفَى، لأعراضِ العَشيرَةِ، حافظاً
- وحَقِّهِمِ، حتى أكونَ المُسَوَّدا
- يقولونَ لي: أهلكتَ مالك، فاقتصِدْ
- وما كنتُ، لولا ما تقولونَ، سيّدا
- كُلُوا الآنَ من رزْقِ الإلـهِ، وأيسروا
- فإنّ، على الرّحمانِ، رِزْقَكُمُ غَدا
- سأذخَرُ من مالي دِلاصاً، وسابِحاً
- وأسْمَرَ خَطّيّاً، وعَضْباً مُهَنّدا
- وذلكَ يَكفيني منَ المالِ كُلّهِ
- مَصوناً، إذا ما كان عنديَ مُتْلِدا
المزيد...
العصور الأدبيه