الأدب العربى >> الشعر >> العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> ظل عفاتي مكرمين >>
قصائدحاتم الطائي
- صَحا القلبُ من سلمى، وعن أُمّ عامرِ
- وكنتُ أُراني عنهُما غيرَ صابِرِ
- ووَشّتْ وُشاةٌ بَينَنا، وتَقاذَفَتْ
- نوَى غُرْبةٍ، من بعدِ طولِ التّجاوُرِ
- وفتيانِ صِدْقٍ ضَمَّهمْ دَلَجُ السُّرَى
- على مُسْهَماتٍ، كالقِداحِ، ضَوامرِ
- فلمّا أتَوْني قلتُ: خيرُ مُعَرَّسٍ
- ولم أطّرِحْ حاجاتِهِمْ بمَعاذِرِ
- وقُمتُ بمَوْشيّ المُتونِ، كأنّهُ
- شِهابُ غَضاً، في كَفّ ساعٍ مبادرِ
- ليَشقى بهِ عُرْقوبُ كَوْماءَ جَبْلَةٍ
- عَقيلَةِ أُدْمٍ، كالـهِضابِ، بَهازِرِ
- فظَلّ عُفاتي مُكْرَمينَ، وطابخي
- فَريقانِ منهُمْ: بينَ شاوٍ وقادِرِ
- شآمِيَةٌ، لم يُتّخَذْ لَهُ حاسِرُ
- الطّبيخِ، ولا ذَمُّ الخَليطِ المُجاوِرِ
- يُقَمِّصُ دَهْداقَ البَضيعِ، كأنّهُ
- رُؤوسُ القطا الكُدرِ، الدّقاقِ الحناجرِ
- كأنّ ضُلوعَ الجَنْبِ في فَوَرانِها
- إذا استَحْمَشَتْ، أيدي نساءٍ حواسرِ
- إذا استُنزِلتْ كانتْ هَدايا وطُعمةً
- ولم تُخْتَزَنْ دونَ العيونِ النّواظِرِ
- كأنّ رِياحَ اللّحمِ، حينَ تغَطمَطتْ
- رِياحُ عَبيرٍ بينَ أيدي العَواطِرِ
- ألا لَيتَ أنّ الموْتَ كانَ حِمامُهُ
- لَياليَ حَلّ الحَيُّ أكنافَ حابِرِ
- لَياليَ يَدْعوني الـهوَى، فأُجيبُهُ
- حَثيثاً، ولا أُرْعي إلى قَوْلِ زاجِرِ
- ودَوّيَّةٍ قَفْرٍ، تَعاوَى سِباعُها
- عُواءَ اليَتامى مِنْ حِذارِ التّراتِرِ
- قَطَعتُ بمِرْداةٍ، كأنّ نُسُوعَها
- تُشَدّ على قَرْمٍ، عَلَندى، مَخاطِرِ
المزيد...
العصور الأدبيه