الأدب العربى >> الشعر >> العصر الجاهلي >> تابط شرا >> أحق ما رأيت أم احتلام >>
قصائدتابط شرا
أحق ما رأيت أم احتلام
تابط شرا
- أَحَقٌ مَا رَأَيْتُ أَمِ احْتِلاَمُ
- أَمِ الأَهْوَالُ إذْ صَحْبِي نِيَامُ
- أَلا ظَعَنَتْ، لِنِيَّتِهَا، إدامُ
- وكُلُّ وِصَالِ غَانِيَةٍ رِمَامُ
- جَدَدْتَ، بِحُبِّها، وَهَزَلْتَ حَتَى
- كَبِرْتَ، وَقِيلَ: إنَّكَ مُسْتَهَامُ
- وقد تَغْنَى، بِنا حِيناً، وَنَغْنى
- بِهَا، والدَّهْرُ ليسَ لَهُ دَوامُ
- لياليَ تَستَبِيكَ، بذِي غُرُوبٍ
- كأَنَّ رُضابَهُ، وَهْناً، مُدامُ
- وأَبْلَجَ، مُشرِقِ الخَدَّيْنِ، فَخْمٍ
- يُسَنُّ، عَلَى مَرَاغِمِهِ، القَسامُ
- تَعَرُّضَ جأْبةِ المِدْرَى، خَذُولٍ
- بِصاحَةَ، في أَسِرَّتِهَا السَّلامُ
- وصَاحِبُها غَضِيضُ الطَّرْفِ، أَحْوَى
- يَضُوعُ فؤادَها، منهُ، بُغامُ
- وَخَرْقٍ، تَعْزِفُ الجِنَّانُ، فيهِ
- فَيَافِيهِ يَخِرُّ، بِها، السَّهامُ
- ذَعَرتُ ظِبَاءَهُ، مُتَغَوِّرَاتٍ
- إذا ادَّرَعَتْ، لوامِعَها، الإكامُ
- بِذِعْلِبَةٍ، بَراها النَّصُّ، حتّى
- بَلَغتُ نُضارَها، وَفَنى السَّنامُ
- كأخنَسَ، ناشطٍ، باتَتْ عَلَيهِ
- بِحَرْبَةَ لَيلةٌ، فيها جَهَامُ
- فَبَاتَ يَقُولُ: أَصْبِحْ، لَيلُ، حَتَّى
- تَجَلَّى، عَن صرِيمَتِهِ، الظَّلامُ
- فأَصْبَحَ نَاصِلاً، مِنها، ضُحَيّاً
- نُصُولَ الدُّرِّ، أَسْلَمَهُ النِّظامُ
- ألا، أَبلِغْ بَنِي سَعْدٍ، رَسُولاً
- وَمَولاهُمْ، فقد حُلِبَتْ صُرامُ
- نَسُومُكُمُ الرَّشادَ، وَنَحنُ قَوْمٌ
- لِتَارِكِ وُدِّنَا، في الحَرْبِ، ذَامُ
- فإنْ صَفِرَتْ عِيَابُ الوُدَّ، مِنْكُمْ
- ولم يكُ بَيْنَنَا، فيها، ذِمَامُ
- فإنَّ الجِزْعَ، جِزْعَ عُرَيْتِنَاتٍ،
- وَبُرْقَةِ عَيهَمِ، مِنكُمْ، حَرامُ
- سَنَمْنَعُها، وإنْ كانتْ بِلاداً
- بها تَرْبُو الخواصِرُ، والسَّنامُ
- بِهَا، قَرَّتْ لَبُونُ النّاسِ، عَيناً
- وَحَلَّ، بِهَا، عَزَالِيَهُ الغَمامُ
- وَغَيثٍ، أَحْجَمَ الرُّوَادُ، عنهُ
- بِهِ نَفَلٌ، وَحَوذانٌ، تُؤامُ
- تَغَالَى نَبْتُهُ، واعتَمَّ، حَتّى
- كأنَّ مَنَابِتَ العَلَجانِ شَامُ
- أَنَخْنَاهُ بِحَيٍّ، ذِي حِلالِ
- إذا مَا رِيعَ سَرْبُهُمُ أَقَامُوا
- وما يَندُوهُمُ النّادِي، وَلكِنْ
- بِكُلِّ مَحَلَّةٍ، منهُم، فِئامُ
- وما تَسعى رِجالُهُم، ولكِنْ
- فُضُولُ الخَيلِ مُلْجَمَةٌ، صِيامُ
- فباتَتْ لَيلَةً، وأَديمَ يَومٍ
- عَلىَ المَمْهَى، يُجَزُّ لَهَا الثَّغَامُ
- فلمّا أَسهَلَتْ، مِن ذِي صُبَاحِ
- وسالَ، بِها، المدافِعُ والإكَامُ
- أَثَرْنَ عجاجةً، فَخَرَجْنَ مِنْهَا
- كما خَرَجَتْ، من الغَرَضِ، السِّهامُ
- بِكُلِّ قَرَارَةٍ، من حَيثُ جالَتْ،
- رَكِيَّةُ سُنْبُكٍ، فيها انثلامُ
- إذا خَرَجَتْ أوائِلُهُنَّ، شُعْثاً
- مُجَلِّحَةً، نَوَاصِيها قِيامُ
- بِأَحْقِيها المُلاَءُ، مَحَزَّماتٍ
- كأنَّ جِذَاعَها، أُصُلاً، جِلامُ
- يُبَارِينَ الأَسِنَّةَ، مُصْغياتٍ
- كَما يَتَفَارَطُ، الثَّمَدَ، الحَمامُ
- أَلَمْ تَرَ أَنَّ طُولَ الدَّهْرِ يُسْلِي
- وَيُنْسِي، مِثلَما نَسِيَتْ جُذَامُ؟
- وكانُوا قَومَنا، فَبَغَوا، عَلَينا
- فسُقناهُمْ، إلى البَلَدِ، الشَّآمِي
- وَكُنَّا، دُونَهُمْ، حَصْناً حِصِيناً
- لنا الرّأسُ، المُقَدَّمُ، والسَّنامُ
- وقالُوا: لَنْ تُقِيمُوا، إنْ ظَعَنَّا
- فكانَ لنا، وقد ظَعَنُوا، مُقامُ
- أَثَافٍ، من خُزَيمَةَ، راسِياتٌ
- لنا حِلُّ المَناقِبِ، والحَرَامُ
- فإنَّ مُقَامَنَا، نَدْعُو عَلَيكُمْ
- بِأَسْفَلِ ذِي المَجازِ، لَهُ أَثَامُ
المزيد...
العصور الأدبيه