الأدب العربى >> الشعر >> العصر الجاهلي >> امرىء القيس >> وماذا عليك بأن تنتظر >>
قصائدامرىء القيس
- أحَارُ بنَ عَمْرٍو كَأني خَمِرْ
- وَيَعْدُو عَلى المَرْءِ مَا يأتَمِرْ
- فَلا وأبِيكِ ابْنَةَ العَامِرِيّ
- لا يَدّعي القَوْمُ أني أَفِرْ
- تَمِيمُ بنُ مُرٍّ وَأشْيَاعُهَا
- وَكِنْدَةُ حَوْلي جَمِيعاً صُبُرْ
- إذا رَكِبُوا الخَيلَ وَاستَلأمُوا
- تَحَرّقَتِ الأرْضُ وَاليَوْمُ قُرْ
- تَرُوحُ مِنَ الحَيّ أمْ تَبْتَكِرْ
- وَمَاذا عَلَيْكَ بأنْ تَنْتَظِرْ
- أمَرْخٌ خِيَامُهُمُ أمْ عُشُرْ
- أمِ القَلبُ في إثرِهِمْ مُنحَدِرْ
- وَفِيمَنْ أقَامَ مِنَ الحَيّ هِرْ
- أمِ الظّاعِنُونَ بهَا في الشُّطُرْ
- وَهِرٌّ تَصِيدُ قُلُوبَ الرّجَالِ
- وَأفلَتَ مِنهَا ابنُ عَمرٍو وحُجُرْ
- رَمَتْني بسَهْمٍ أصَابَ الفُؤادَ
- غَدَاةَ الرّحِيلِ فَلَمْ أنْتَصِرْ
- فأسبَلَ دَمعي كَفَضّ الجُمَانِ
- أوِ الدُّرّ رَقْراقُهُ المُنْحَدِرْ
- وَإذْ هيَ تَمشي كمَشْيِ النَّزِيفِ
- يَصرَعُهُ بِالكَثِيبِ البُهُرْ
- بَرَهْرَهَةٌ رُودَةٌ رَخْصَةٌ
- كَخَرْعُوبَةِ البَانَةِ المُنفَطِرْ
- فَتُورُ القِيَامِ قَطِيعُ الكَلامِ
- تَفْتَرُّ عَنْ ذِي غُرُوبٍ خَصِرْ
- كأنّ المُدَامَ وَصَوْبَ الغَمَامِ
- وَرِيحَ الخْزَامَى وَنَشْرَ القُطُرْ
- يُعَلُّ بِهِ بَرْدُ أنْيَابِهَا
- إذَا طَرّبَ الطّائِرُ المُسْتَحِرْ
- فَبِتُّ أُكَابِدُ لَيْلَ التِّمَامِ
- وَالقَلْبُ من خَشْيَةٍ مُقْشَعِرْ
- فَلَمّا دَنِوْتُ تَسَدّيْتُهَا
- فَثَوْباً نَسِيتُ وَثَوْباً أَجُرْ
- وَلَمْ يَرَنَا كَالىءٌ كَاشحٌ
- وَلم يُفشَ منّا لَدى البَيتَ سِرْ
- وَقَدْ رَابَني قَوْلُهَا: يَا هَنَاهُ!
- وَيْحَكَ ألْحَقْتَ شَرّاً بِشَرْ
- وَقَدْ أغْتَدِي وَمَعي القَانِصَانِ
- وَكُلٌّ بمَرْبَأةٍ مُقْتَفِر
- فَيُدْرِكُنَا فَغِمٌ دَاجِنٌ
- سَمِيعٌ بَصِيرٌ طَلُوبٌ نَكِرْ
- ألَصُّ الضُّرُوسِ حَنيُّ الضّلُوعِ
- تَبُوعٌ طَلُوبٌ نَشِيطٌ أشِرْ
- فأنْشَبَ أظْفَارَهُ في النَّسَا
- فَقُلْتُ: هُبِلْتَ! ألا تَنتَصِرْ؟
- فَكَرّ إلَيْهِ بمِبْراتِهِ
- كمَا خَلَّ ظَهْرَ اللِّسانِ المُجِرْ
- فَظَلّ يُرَنِّحُ في غَيْطَلٍ
- كمَا يَسْتَديرُ الحِمَارُ النَّعِرْ
- وًّأرْكَبُ في الرَّوْعِ خَيْفَانَةً
- كَسَا وَجّهَهَا سَعَفٌ مُنْتَشِرْ
- لـهَا حَافِرٌ مِثْل قَعْبِ الوَلِيـ
- ـدِ رُكّبَ فِيهِ وَظِيفٌ عَجِرْ
- لـهَا ثُنَنٌ كَخَوَافي العُقَا
- بِ سُودٌ يَفِينَ إذا تَزْبَئِرْ
- وَسَاقَانِ كَعْبَاهُمَا أصْمَعَا
- نِ لحمُ حَمَاتَيْهِمَا مُنْبَتِرْ
- لـهَا عَجُزٌ كَصَفَاةِ المَسِيـ
- ـلِ أبْرَزَ عَنها جُحافٌ مُضِرْ
- لـهَا ذَنَبٌ، مِثلُ ذَيلِ العَرُوسِ،
- تَسُدُّ بهِ فَرْجَهَا مِنْ دُبُرْ
- لـهَا مَتْنَتَانِ خَظَاتَا كمَا
- أكَبّ عَلى سَاعِدَيْهِ النَّمِرْ
- لـهَا عُذَرٌ كَقُرُونِ النِّسَا
- رُكّبنَ في يَوْمِ رِيحٍ وَصِرْ
- وَسَالِفَةٌ كَسَحُوقِ اللِّيَا
- نِ أضرَمَ فِيهَا الغَوِيُّ السُّعُرْ
- لـهَا جَبْهَةٌ كَسَرَاةِ المِجَنِّ
- حَذَّفَهُ الصّانِعُ المُقْتَدِرْ
- لـهَا مِنْخَرٌ كَوِجَارِ الضِّبَاعِ
- فَمِنْهُ تُرِيحُ إذَا تَنْبَهِرْ
- وَعَينٌ لـهَا حَدْرَةٌ بَدْرَةٌ
- وَشُقّتْ مآقِيهِمَا مِنْ أُخُرْ
- إذَا أقْبَلَتْ قُلْتَ: دُبَّاءَةٌ
- من الحُضْرِ مَغموسَةٌ في الغُدُرْ
- وَإنْ أدْبَرَتْ قُلْتَ: أُثْفِيَّةٌ
- مُلَمْلَمَةٌ لَيْسَ فِيهَا أُثُرْ
- وَإنْ أعرَضَتْ قُلْتَ: سُرْعرفَةٌ
- لـهَا ذَنَبٌ خَلْفَهَا مُسْبَطِرْ
- وَللسَّوْطِ فِيهَا مَجَالٌ كمَا
- تَنَزَّلَ ذُو بَرَدٍ مُنْهَمِرْ
- لـهَا وَثَبَاتٌ كَصَوْبِ السَّحَابِ
- فَوَادٍ خَطَاءٌ وَوَادٍ مُطِرْ
- وَتَعْدُو كَعَدْوِ نَجَاةِ الظِّبَا
- ء أخْطَأَهَا الحَاذِفُ المُقتَدِرْ
المزيد...
العصور الأدبيه